للعام السادس.. فصائل موالية لأنقرة مستمرة في نهب موسم الزيتون بعفرين
سوار حسن – عفرين
للعام السادس على التوالي يعاني سكان عفرين من الإتاوات التي تتعمد الفصائل الموالية لتركيا فرضها خلال موسم الزيتون لسرقة قوتهم وزراعتهم وتجارته ورأس مالهم.
وتخضع عفرين وريفها في الشمال السوري، لسيطرة تركيا وفصائل معارضو مسلحة موالية لها منذ عام 2018.
ومنذ ذلك الوقت تشهد المنطقة فوضى انتشار السلاح وحالة فصائلية واقتتالات مستمرة بين الفصائل على السرقات وعمليات الاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين.
إلغاء الوكالات
يشهد هذا الموسم تشديداً صارماً من قبل الفصائل المسلحة عبر فرض إتاوات جديدة ومبتدعة من أجل سلب آخر رمق اقتصادي لمن تبقى من السكان.
ويقول محمي عبدو، اسم مستعار لصاحب أراض للزيتون بريف عفرين، إن “فصيل السلطان مراد الذي يتزعمه فهيم عيسى كلف خلال الموسم الحالي المدعو أبو وليد العزة على استلام الملف الزراعي”.
ويضيف عبدو، لنورث برس، أن الفصيل “ألغى الوكالات القانونية التي يمنحها أصحاب أشجار الزيتون الغائبين سواءً المقيميين في مناطق سيطرة الحكومة السورية أو الإدارة الذاتية أو خارج المنطقة لمن يعرفونهم في عفرين”، مبيناً أنه “كان وكيلاً لأكثر من عشرة أشخاص وتم إلغاء وكالاتهم جميعاً”.
ويبين أن الفصيل استولى على إنتاج الزيتون على الرغم من التكاليف الباهظة التي دفعوها خلال الأعوام الفائتة.
ويشيرون إلى أن “من بقي في عفرين فقد فرض عليهم الفصيل هذا العام ضرائب وإتاوات بنسبة تتراوح من 15 إلى 25% على محاصيل الزيتون عدا أعمال السرقات والاستيلاء”.
نسب الفصائل
يقول أحمد مستو، اسم مستعار لصاحب معصرة زيتون بريف عفرين، إن كل فصيل يفرض نسبته من إنتاج المحاصيل في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ويضيف أن “فصيل العمشات الذي يتزعمه محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة فرض إتاوات بقيمة 3.5 دولار على كل شجرة زيتون في ناحية معبطلي وقراها”.
كما فرض الفصيل 10 دولارات على سكان ناحية الشيخ حديد وقراها فيما يخص أصحاب الوكالات.
أما للأشخاص الذين ما زالوا في عفرين فقد تم فرض نسبة تتجاوز 10 بالمائة من إنتاج الموسم كما قام الفصيل بفرض 5000 دولار على كل معصرة تعمل في مناطق سيطرة العمشات، بحسب ما قاله مستو.
ويبين أن الفصيل يفرض على أصحاب أشجار الزيتون عصر حبات الزيتون ضمن المعاصر التي تقع تحت سيطرته، كما يمنع إخراج الزيتون تحت طائلة المعاقبة للمخالفين بالسجن.
ويشير صحاب المعصرة، إلى أن فصيل الحمزات ألغى الوكالات وفرض دولارين على كل شجرة بحجة الحراسة.
كما فرض نسبة تتراوح بين 15 و20% على إنتاج الزيت للأشخاص الذين مازالوا في مناطق سيطرته ومنع عصر حبات الزيتون في معاصر لا تقع تحت سيطرة الفصيل، بحسب مستو.
يأخذونها عنوة
يقول إبراهيم كالو، اسم مستعار لتاجر زيت زيتون من عفرين، إن فصيل أحرار الشرقية يقومون بفرض إتاوات تتجاوز 40% على إنتاج الزيت هذا العام على المزارعين ويأخذونها عنوة من المعصرة مباشرة أو يتم دفع ثمنها للمكتب الاقتصادي للفصيل بشكل مباشر.
ويضيف كالو، لنورث برس: “بينما فصيل المنتصر بالله بالإضافة إلى إلغاء الوكالات القانونية قام بتضمين الأشجار لأشخاص من خارج عفرين وفرض 15% من إنتاج الزيت على الأشخاص الذين مازالوا في عفرين”.
ويشير إلى أن “مناطق واسعة من ريف عفرين التي تقع تحت سيطرة هذا الفصيل شهدت عمليات سرقة بحجة أنها وكالات”.
ويبين أن فصائل فيلق الشام وجيش الشرقية فرضا إتاوات بنسب تتراوح بين 30 و40% على محاصيل الزيتون، أنهم يأخذون النسب المفروضة عنوة بشكل مباشر -من المزارعين في المعصرة.
يذكر أن “موسم الزيتون تحول من نعمة لنقمة على أصحاب أشجار الزيتون بسبب ممارسات الفصائل والتضييق المستمر عليهم واستخدام القوة العسكرية للبطش بهم وسرقة تعبهم أمام أعينهم دون أي رادع أخلاقي أو قانوني”.