“تكاليف عالية وإنتاج ضعيف”.. موسم “خاسر” لمزارعي البطيخ في كوباني
فتاح عيسى – كوباني
منذ سنوات يجني فتاح أحمد موسماً وفيراً من إنتاج البطيخ، فيما تعرض هذا العام لخسائر بسبب انخفاض كميات الإنتاج وأسعار شرائه من جهة وارتفاع تكاليف زراعته من جهة أخرى.
يقول فتاح أحمد (52 عاماً)، وهو مزارع من قرية “كوسك” بريف كوباني الشرقي، لنورث برس، إن إنتاج الهكتار الواحد من بذر البطيخ انخفض من طن ومائة كيلوغرام تقريباً في العام الفائت، إلى مائتين وخمسين كيلوغرام فقط خلال الموسم الحالي.
ويضيف أن سعر بيع الطن الواحد من بذر البطيخ انخفض من ألف وثلاثمائة وستين دولاراً في الموسم الفائت، إلى نحو سبعمائة دولار فقط خلال الموسم الحالي.
ويشير إلى أن السعر المتدني لشراء البذر تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، على عكس السنوات السابقة حيث كانت هذه الزراعة تعتبر مربحة.
تكاليف عالية
يقول مزارع البطيخ أحمد فتاح إن ارتفاع التكاليف من أجور العمال اليومية والحصاد كلفتهم كثيراً خلال الموسم الحالي، مشيراً إلى أن أجرة العامل تصل يومياً إلى مائة ألف ليرة سورية وسطياً، كما أن أجرة حصادة البذر (فرازة) تصل إلى خمسة وعشرين دولاراً لكل صندوق.
ويرى أحمد أن “الموسم الحالي يعتبر خاسراً لمزارعي البطيخ، وأن هذه الخسائر التي مني بها المزارعون تضاف إلى خسائرهم من زراعة القمح خلال العام الحالي”.
وبذلك فإن مزارعي المنطقة خسروا في موسم الزراعتين الصيفية والشتوية على حد سواء، وفق تعبيره.
ويحتاج كل هكتار (10 دونم) مزروع بالجبس البذري (البطيخ) إلى برميل مازوت لكل رية واحدة، فيما تحتاج زراعة الجبس إلى خمس ريات خلال الموسم، وبالتالي فإن كل هكتار يحتاج إلى خمسة براميل من مادة المازوت حتى نهاية الموسم بحسب المزارعين.
بدوره يقول قدور صوفي(24 عاماً)، وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، إنه استفاد مادياً من زراعة البذر الجبسي خلال الموسمين الفائتين.
ويضيف “صوفي” لنورث برس، أن أرباحه في المواسم السابقة دفعه لزيادة المساحة المزروعة من خمسة هكتارات قبل عامين إلى سبعة هكتارات في العام الفائت، ثم إلى عشرة هكتارات خلال المومس الحالي.
ويشير إلى أنه مني بخسائر خلال الموسم الحالي لأن حجم الجبس “البطيخ” كان صغيراً، والانتاج قليلاَ مقارنة مع ارتفاع تكاليفه.
غلاء المازوت
يقول “صوفي” إن سعر المازوت الحر ارتفع (من 2300 إلى 4700 ليرة) وبالتالي لم يتمكنوا من شراء كميات كافية من مادة المازوت لاستخدامها في الري لغلائه، كما إن الإدارة الذاتية لم تخصص لهم كميات من المازوت “الزراعي”.
ويبين أن مادة المازوت كانت متوفرة بسعر مناسب ورخيص في العام الفائت، بينما كان البذر يباع بسعر جيد، لافتاً إلى أن غلاء سعر المازوت، وارتفاع التكاليف مقارنة بانخفاض الإنتاج والأسعار، تسببت بخسائر لهم.
ويستمر موسم البطيخ لمدة ثلاثة أشهر، حيث يحتاج في بداية الزراعة إلى عمال للبذار، وفي نهاية الموسم الزراعي يحتاج إلى عمال من أجل حصاد الموسم.
كما يتفق حسين حمو (37 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، مع سابقيه، أن إنتاج البطيخ كان جيداً ويعود بالمردود الجيد للمزارعين خلال الموسمين الماضيين.
إنتاج ضعيف
يقول “حمو”، لنورث برس، إن إنتاج الجبس كان ضعيفاً جداً هذا الموسم، لأنه لم يستطع ريها بشكل كافي، لغلاء المازوت، وبالتالي بقي حجم الجبس صغيراً، ما أدى لقلة إنتاجيته، على حد وصفه.
ويضيف أن إنتاج الهكتار الواحد من بذر الجبس انخفض إلى النصف عن العام الفائت.
ويشير إلى أن إنتاج الموسم الحالي لا يغطي سوى تكاليف أجور العمال، لافتاً أنه كان يضطر أحياناً لشراء لتر المازوت بسعر ستة آلاف ليرة من السوق السوداء كي يستكمل ري موسمه.
ويقول إن التجار يعرضون عليهم سعر يتراوح بين ستمائة وستمائة وخمسين دولار للطن حالياً، الأمر الذي دفعه لتأجيل بيع إنتاجه لشهر أو لشهرين.
ويطالب مزارعو البطيخ في كوباني الإدارة الذاتية بتسهيل حركة تصديره إلى خارج مناطق شمال شرقي سوريا لتحسين أسعاره.