فنان نازح في القامشلي يحول بقايا الأحجار والرخام إلى لوحات فنية

نالين علي – نورث برس                                                                                                                                                                                             

في غرفة صغيرة ضمن إحدى مساحات كراج (موقف) لتنظيم السيارات في مدينة القامشلي, يجمع التشكيلي السوري خالد زعرور بقايا الرخام والأحجار في لوحات فسيفسائية تجسد معالم مدن سورية.

خالد زعرور (63 عاماً)، فنان تشكيلي سوري، نشأ في مدينة دير الزور شرقي سوريا, دفعه الشغف لجمع بقايا الرخام وصنع المجسمات الفنية بالولوج في عالم الفن التشكيلي قبل نصف قرن.

ويروي لنورث برس، أنه اكتشف موهبته عندما كان في الثالثة عشر من عمره، قائلاً: “في البداية كانت مجرد هواية لي, لكن مع الوقت تطور عملي وأصبح مصدر رزق لعائلتي”.

الجغرافيا لا علاقة لها  بالنجاح

يرى الفنان السوري أن الجغرافيا لا علاقة لها بالنجاح ويقول: “حتى لو كنت في الصحراء سأقوم بإنشاء مواد خام من تلك المنطقة الصحراوية” في إشارة إلى التكيف مع ظروف الحرب والنزوح في سوريا.

ومع بدء الأزمة السورية، اضطر “زعرور” للنزوح عدة مرات، الأولى كانت إلى العاصمة دمشق ليبقى فيها أربع سنوات ثم إلى القامشلي ليستقر فيها حتى الآن منذ خمس سنوات.

ويتذكر عمله في دير الزور مضيفاً: “في دير الزور كنت أملك شركة وورشة خاصة بي في مشاريع الإكساء والبناء، لكن مع اشتداد نيران الحرب في مدينتي اضطررت للنزوح إلى دمشق فالقامشلي أخيراً”.

وقبل خمس سنوات بدأ من الصفر في كراج خاص للسيارات في مدينة القامشلي، وقد حول مساحة صغيرة من مكان عمله في تنظيم السيارات وحراستها إلى غرفة للفن لممارسة هوايته.

ويقول: “أعمل هنا ما يزيد عن 12 ساعة يومياً, أقوم بصناعة لوحات من بقايا الرخام والأحجار بالإضافة إلى صنع شلالات التي توضع في زوايا المنزل, وأشكال ومجسمات أخرى مختلفة ومتنوعة”.

معالم تاريخية لمدن سورية

يشير الفنان السوري إلى أن جميع هذه الأشكال التي يصنعها في فنه ولوحاته تجسد معالم تاريخية لمدن سورية أو أشكال من الطبيعة.

ويقول إنه يركز في لوحاته على معالم تاريخية وأثرية للمدن السورية كالبيوت الدمشقية وآثار قلعة حلب وجسر دير الزور المعلق”.

ويضيف: “في البداية أقوم بالرسم بعد تحديد قياسات اللوحة وأحيانا أصممها من مخيلتي, وفي بعض الأحيان حسب طلب الزبون أقوم بالتصميم حسب رغبته”.

وتبدأ اللوحة عنده بتحديد قياسها وفق مخيلته أو بحسب رغبة الزبون، ثم مرحلة التصميم فالرسم على قطعة ورقية كبيرة، بعدها يعطي أرقاماً لأجزاء الرسمة.

ثم تأتي مرحلة القص على شكل قوالب من الرخام الملون، ثم تبدأ مرحلة اللصق، لتنتهي بإنتاج لوحة فنية.

ويبين الفنان التشكيلي خالد زعرور أن إقبال سكان الجزيرة على شراء اللوحات أكثر من باقي المناطق السورية.

ويقول: “أعمل في مجال الفن التشكيلي منذ أعوام وزرت أغلب المدن السورية, لكن في منطقة الجزيرة وبشكل خاص مدينة القامشلي، السكان هنا إقبالهم أكثر ومهووسين بالفن بشكل كبير” على حد وصفه.

فيما يشير إلى أن الاحداث التي جرت في سوريا ولا زالت زادت أعباء جميع السوريين, وأثرت أيضاً على مجال عمله في الفن التشكيلي, مما يضطر لصناعة أشكال مجسمات وأشياء لا تحتاج فيها إلى كهرباء.

ويطمح الفنان التشكيلي خالد زعرور بتوسيع أعماله في مرسم خاص لرسم المزيد من اللوحات، ويأمل أن يترك بصمة له في كل مدينة سورية.

تحرير: خلف معو