مؤيد الأشقر – درعا
يعاني مروان من تجمع أكوام القمامة القريبة من منزله في منطقة درعا البلد وسط غياب شبه تام لدور المؤسسات الحكومية في تأمين الخدمات للسكان في المنطقة.
غياب المؤسسات
يرى مروان العرابي (43 عاماً) اسم مستعار لأحد سكان مدينة درعا لنورث برس أن غياب المؤسسات الحكومية وتنصلها عن مسؤولياتها في تقديم الخدمات يعود بالضرر على السكان.
مضيفاً أن تجمع أكوام القمامة يبعد عن منزله 50 متراً فقط ولم يعمل موظفو البلدية في مدينة درعا على ترحيله إلى مكانه المخصص منذ شهرين تقريباً.
ويشير إلى أن عدم ترحيل القمامة يتسبب بانبعاث روائح كريهة فضلاً عن انتشار الحشرات السامة والكلاب الضالة التي تشكل خطراً على أطفال الحي.
وتشكل تلك الكلاب حالة خوف عند الأطفال من ملاحقتهم أثناء توجههم إلى المدارس صباحاً.
في حين يقول فالح عزيزه (37 عاماً) أحد سكان حي طريق السد بمدينة درعا لنورث برس، إن مشكلة القمامة لا تقارن مع عدم توفر مياه الشرب في الحي منذ أربعة أشهر تقريباً.
مشيراً إلى أن مياه الشرب كانت تصل إلى الحي كل أسبوعين مرة واحدة ولمدة ساعتين فقط، “بينما الآن لا تصل أبداً بحجة أعمال الصيانة للخزان الرئيسي في المنطقة”.
ويضيف أن سكان حي طريق السد لم يعد يحتملوا الأعباء المترتبة عليهم نتيجة عدم توفر المياه.
فيما يضطر أغلب الأهالي إلى شراء مياه الصهاريج غير الصالحة للشرب بمبلغ 40 ألف ليرة سورية لخزان سعة ألف لتر.
تهرب المسؤولين
يؤكد سكان من الحي أن وجهاء الحي شكلوا لجنة وتلقوا وعود لمرات عديدة من مديرية المياه دون أي تنفيذ حتى اللحظة في حين يتهرب المدير من لقائهم أو الرد على اتصالاتهم.
وهو ما تؤكده ريم العلون (50 عاماً) اسم مستعار لسيدة من سكان بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك غربي درعا، أن تهرب المسؤولين أحد أسباب سوء المواصلات في المنطقة.
وتعاني السيدة الخمسينية من فشل كلوي وتحتاج لغسيل الكلية مرتين في الأسبوع،
فيما تقول لنورث برس، إنه توجد حافلة واحدة فقط ما تضطر إلى حجز مقعد في الحافلة قبل موعد الغسيل بيوم”.
وتشير إلى أنها بعض الأحيان تتأخر على الحجز وتكون أمام خيارين إما أن يقلها أحد أبنائها بالدراجة النارية إلى قرية الشجرة التي تبعد عن منزلها 8 كيلو مترات لانتظار الحافلة.
أو استئجار سيارة أجرة بمبلغ يزيد عن المليون ليرة سورية، فالتأخير عن جلسة غسيل الكلى قد يتسبب في مضاعفات لها إلى جانب آلامها التي لم تعد تستحمل، على حد وصفها.
وتقول إنه “من غير المعقول في مثل هذا الوقت بلدة كاملة لا توجد فيها إلا حافلة واحدة، بالرغم من وجود طلاب جامعيين وموظفين يتنقلون منها إلى المدينة بشكل يومي.
يذكر أنه قبل نحو عام فضل أصحاب الحافلات في المنطقة بيعها والعمل في مجال آخر لعدم توفر مادة المازوت، حيث تم إجبار السائقين على استلام مخصصاتهم (15 لتر) بشكل يومي من مدينة درعا وهي غير كافية.
وكان لوجهاء بلدة كويا لقاءات عدة مع مدراء الدوائر من النقل و المحروقات، للعمل على إيجاد حل لكن كان يتهرب مدير المحروقات بدرعا بذريعة أن الأمر ليس بيده ولا يستطيع تجاوز التعليمات.
ويطالب سكان البلدة بتخصيص حافلة كبيرة من المتواجدات في مرآب البلدية لنقل الركاب صباحاً من المنطقة، فيما منذ عام لم يتغير رد رئيس البلدية بأن الطلب قيد الدراسة.