غياب الدعم يدفع مزارعين في كوباني لزراعة السمسم بدلاً من الذرة الصفراء
فتاح عيسى- كوباني
استبدل عمار حاجم (46 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، زراعة السمسم بالذرة الصفراء خلال الموسم الزراعي الصيفي الحالي، بعد أربع سنوات من زراعته للذرة الصفراء.
وتوجه مزارعون في ريف كوباني، خلال العام، إلى زراعة أراضيهم المروية بالسمسم بدلاً من زراعة الذرة الصفراء، بعد انخفاض أسعارها عاماً بعد آخر.
سعر منخفض وتكاليف كبيرة
يقول “حاجم”، لنورث برس، إنه كان يزرع مساحة أربع أو خمس هكتارات بالذرة الصفراء كل عام، لكنه استبدل زراعة السمسم بها خلال الموسم الحالي، بعد انخفاض سعر مبيع الذرة الصفراء.
ويضيف: أن سعر مبيع الذرة الصفراء انخفض من 350 دولاراً للطن قبل ثلاث سنوات، إلى 240 دولاراً قبل سنتين، وإلى 140 دولاراً خلال الموسم الفائت.
ويشير المزارع إلى أن انخفاض سعر مبيع الذرة الصفراء تسبب بخسائر مادية للمزارعين، لافتاً إلى أن زراعة محصول الذرة الصفراء تحتاج تسع أو عشر ريات، إضافة إلى حاجتها للأسمدة، بينما زراعة السمسم لا تحتاج سوى ثلاث أو أربع ريات فقط، ولا تحتاج إلى أسمدة، ويباع إنتاجه بسعر جيد.
وفي العام الفائت، زرع “حاجم” هكتارين (20 دونم) من السمسم كتجربة، وباع إنتاجه بسعر 1600 دولار للطن الواحد، بينما اضطر لبيع إنتاجه من الذرة الصفراء في العام الفائت بسعر 140 دولار فقط للطن الواحد.
يقارن حاجم بين زراعة الذرة الصفراء والسمسم فيرى أن إنتاج الهكتار الواحد من السمسم أفضل بكثير من إنتاج الذرة الصفراء، من حيث التكلفة والجهد وسعر بيع المحصول.
لذلك توجه هذا العام بزراعة خمسة هكتارات (50 دونم) من السمسم بينما لم يزرع الذرة الصفراء نهائياً، بعد تعرضه لخسائر في العام الفائت على حد قوله.
بدوره يقول رفعت عثمان (48 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، إنه اتجه لزراعة السمسم منذ عامين، لافتاً إلى أن رغبة المزارعين وتحولهم إلى زراعة السمسم بدلاً من زراعة الذرة الصفراء، سببه ارتفاع تكاليف زراعة الذرة وانخفاض أسعارها.
ويضيف: أن “زراعة الذرة الصفراء تحتاج إلى مصروف أكبر، فهي تحتاج إلى عشر ريات، وتؤثر سلباً على خصوبة الأرض، وتباع بسعر منخفض، بينما زراعة السمسم تحتاج إلى ثلاث ريات فقط، ولا تؤثر على خصوبة التربة، ويباع الطن بسعر أعلى من ألف دولار”.
ويشير المزارع “عثمان” إلى أن هطول الأمطار خلال موسم حصاد الذرة يدفعهم إلى تجفيفها على الطرق والأراضي وبالتالي تحتاج إلى جهد أكبر، فيما يعتبر زراعة السمسم أفضل لأن مصروفها أقل وإنتاجها أكبر، على حد وصفه.
خصوبة التربة والتسويق
إلى ذلك يقول شيرزاد حنيفي وهو مهندس زراعي في مدينة كوباني، إن المقارنة بين زراعة الذرة والسمسم وتأثيرهما على خصوبة الأرض، هي لصالح زراعة السمسم.
ويرى حنيفي أن توجه المزارعين لزراعة السمسم بشكل أكبر من زراعة الذرة، يعود لسببين، الأول عدم تأثيرها الكبير على خصوبة التربة والتسويق الجيد لها، الأمر الذي يعود بالفائدة على المزارع.
فيما يشير إلى أن زراعة الذرة تؤثر سلباً على خصوبة الأرض، كما أن هطول الأمطار يؤدي إلى زيادة الفترة أو المدة التي تحتاجها الذرة للتجفيف.
ويظهر تأثير زراعة الذرة على التربة عندما يرغب المزارع بزراعة منتج آخر بعد زراعة الذرة، حيث يحتاج إلى الأسمدة لتعويض خصوبة الأرض وبالتالي تزيد زراعة الذرة التكاليف على المزارع.
بدوره يقول مامد عزيز وهو تاجر مواد زراعية في كوباني، إن سعر طن الذرة كان بأربعمائة دولار أمريكي قبل ثلاث سنوات، لذلك كان هناك إقبال كبير على زراعتها.
ويضيف أن “سعر الذرة انخفض بشكل تدريجي منذ سنتين حتى وصل إلى 150 دولار أمريكي للطن الواحد، الأمر الذي دفع المزارعين لزراعة السمسم حيث سعره أفضل”.
ويبلغ سعر شراء طن السمسم في مدينة كوباني حالياً ألف وثلاثمائة دولار أمريكي, بحسب التاجر.