“التطبيع وإضعاف الإدارة الذاتية”.. سياسيون من دمشق يعلقون على التصعيد التركي
أحمد كنعان – دمشق
تزامناً مع صمت حكومة دمشق تجاه الضربات التي تتلقاها، صعدت تركيا مؤخراً من هجماتها على مناطق شمال شرقي سوريا واستهدفت بشكل مباشر المدنيين والبنى التحتية.
وشنت القوات التركية طيلة أربعة أيام فائتة، قصفاً عنيفاً على المنشآت الخدمية في شمال شرقي سوريا، تسببت بخسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة.
ويأتي ذلك وفق تركيا، رداً على هجوم استهدف شركة لصناعات الطيران والفضاء بالعاصمة أنقرة، وفيما بعد تبنى “حزب العمال الكردستاني” العملية.
دبلوماسية وإضعاف الإدارة الذاتية
يقول الكاتب السياسي والصحفي السوري غازي سلامة، إن صمت دمشق “يأتي في إطار الدبلوماسية المستمرة لعودة العلاقات السورية التركية إلى سابق عهدها”.
وتراجعت الدعوات التركية بعد حرب غزة ولبنان لتفعيل مسار التطبيع المعلق منذ سنوات بين أنقرة ودمشق نتيجة الشروط المتبادلة بين الجانبين.
ويضيف الكاتب السياسي، لنورث برس، أن صمت دمشق يأتي من توجسها حيال العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الذي يشكل نوعاً من اللامركزية وهو ما تراه دمشق تهديداً لمركزية سلطتها.
ويبين أن هذه الاعتداءات التركية وتهديداتها المستمرة تصب في مصلحة دمشق أيضاً بإضعاف الإدارة الذاتية وتدمير مؤسساتها.
ويشير إلى أن المحادثات السابقة بين دمشق والإدارة الذاتية لم تحرز أي تقدم وذلك لأن دمشق “تتوجس من العقد الاجتماعي الذي يجعل الإدارة الذاتية سلطة أمر واقع”، على حد تعبيره.
فيما يرى السياسي السوري بشار عبود، أن الحكومة لا تملك إلا الصمت حيال الانتهاكات المستمرة من تركيا وإسرائيل على السيادة السورية، معتبراً أن الوجود الإيراني وميليشياتها في سوريا أيضاً انتهاك للسيادة.
فيما يؤكد أن تركيا لا تحتاج إلى حجج من أجل ضرب العمق السوري أو ضرب البنى التحتية للشعب السوري.
ويقول لنورث برس، إنه لا يمكن فصل هذا التصعيد التركي الأخير عن التطورات المرتبطة بتصريحات زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهجلي حول القضية الكردية في تركيا.
ويضيف أن “تركيا بدلاً من حل خلافاتها الداخلية تحاول تصديرها إلى الخارج وأنها تسببت بقصف البنية التحتية الأساسية لحياة أهلنا في مناطق شمال وشرق سوريا لإضعاف الإدارة الذاتية”.
تشتيت الانتباه وتصدير الخلافات
يرى السياسي السوري بشار عبود، أن التصعيد التركي جاء في وقت انعقاد مؤتمر “المسار الديمقراطي السوري” الذي انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي 25 و 26 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
ويشير إلى أن التصعيد التركي أدى إلى تحويل الاهتمام بالمؤتمر وما سينتج عنه إلى ما يحدث من عمليات عسكرية وقصف للأحياء المدنية في شمال شرقي سوريا.
ويضيف: “خصوصاً وأن المؤتمر جمع العديد من القوى والشخصيات الديمقراطية من أجل توحيد جهود الديمقراطيين السوريين للعمل معاً وصولاً إلى عقد مؤتمر وطني شامل لكل السوريين تحت إشراف دولي ويجمع كل القوى السياسية السورية على أساس دستور جديد يضمن الحريات والحقوق لكل أبناء الشعب دون إقصاء أو تمييز”.
ويذكر أن الحكومة التركية تحاول تصدير خلافاتها الداخلية، وأن “هناك انقسام داخلي حول ما تشهده الساحة التركية من مؤشرات انفتاح جديد مع الكرد”.
فيما يرى الناشط السياسي والمدني جعفر مشهدية، أن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة سواء في غزة أو جنوب لبنان جعلت جميع القوى التي لديها مصالح في المنطقة تقف على أهبة الاستعداد لتنال “حصتها من الكعكة”.
ويقول لنورث برس: “أدروغان لديه أطماع احتلالية بسوريا وهو لا يخفي هذا الأمر وقد قام بالتصعيد لأنه يعلم أن الأميركي مشغول بشأن إسرائيل وكذلك يحضر لانتخاباته الرئاسية المقر إجراؤها في الخامس من الشهر المقبل”.
سياسيون من دمشق يعلقون على التصعيد التركي