حالة من الهدوء الحذر والتأهب القصوى تعيشها جبهات القتال في محيط نبل والزهراء

حلب – سام الأحمد – NPA

 

ترفع "قوات نبل والزهراء" المحلية والموالية للحكومة السورية من حالة التأهب القصوى منذ سقوط عفرين تحت السيطرة التركية وفصائل المعارضة التابعة لها بـ 2018، إلى جانب القوات الإيرانية التي تدعمها والتي ترى التهديدات التركية المستمرة لريف حلب الشمالي خطراً على مصالحها في المنطقة.

 

البلدتان نبل والزهراء واقعتان على بعد /20/ كم شمال مدينة حلب، وتتواجد بمحيطها لجان شعبية مشكّلة من شبانها، ويشرف على تدريب هذه اللجان مقاتلين من حزب الله اللبناني وضبّاط من الحرس الثوري الإيراني.

 

خاضت هاتان البلدتان معارك ضارية مع الفصائل المسلّحة طوال سنوات الحرب وكانت ذروة تلك المعارك في شتاء 2016، حيث استطاعت القوات الإيرانية وقوات الحكومة السورية بغطاء جوي روسي من فتح الطريق للبلدتين بعد حصار دام /4/ سنوات.

 

رغم فتح الطريق باتجاه حلب وتواجد القوات الإيرانية والحكومية لم تحيد نبل والزهراء عن القصف المتواصل والهجمات المباغتة التي تشنها الفصائل المسلحة لاسيما "هيئة تحرير الشام" التي تتواجد إلى الغرب منها، في عندان ودارة عزة وقبتان الجبل وباقي مناطق الريف الغربي لحلب.

 

الهجمات والقصف دفعت باللجان الشعبية لتكثيف حضورها في الجبهات الغربية والشرقية من المدينتين تحسباً لأي هجوم مباغت قد تنفذه الفصائل المسلحة التي نجحت عبر هجمات عدة من اختراق تحصينات هذه اللجان وإيقاع قتلى وجرحى منهم.

 

بالمقابل نفذت اللجان عمليات في عمق مناطق الجماعات المسلحة في حيان وبيانون وعندان تمكنت من خلالها إسقاط قتلى وجرحى في صفوف الفصائل المعارضة بينهم قياديين.

 

أفاد علي محمد حمزة قائد ميداني في اللجان الشعبية في نبل والزهراء أو ما يطلق عليه اختصاراً "قوات نبل والزهراء" لـ "نورث برس" حول الوضع بالبلدتين، بأنهم "يعيشون حالة حرب من صيف 2012 مع الجماعات المسلحة التي تحيط ببلدتيْنا منذ حصارها لنا طوال أربع سنوات، شنت خلالها عشرات الهجمات الضخمة بغية السيطرة على نبل والزهراء، استطعنا صد هذه الهجمات وتكبيد الجماعات المسلحة خسائر ضخمة بالعتاد والأرواح".

 

وقال مهدي رضا الزين وهو مقاتل بقوات نبل والزهراء إن "فتح الطريق وتعزيز القوات لم يكن ليعني انتهاء الخطر على نبل والزهراء فالمخاطر محدقة بنا سيما بعد احتلال عفرين من قبل القوات التركية والفصائل التابعة لها".

 

وأوضح أنها تلك القوات ـ التركية وفصائل المعارضة المسلحة ـ تعتبر "قوات غازية ومعتدية ممكن أن تشن علينا هجوماً بدعم تركي بأي لحظة" مشيراً إلى أنهم في حالة جاهزية تامة، "إذ باتت جميع الجبهات في نبل والزهراء في حالة خطر".

 

أما شهيد عباس (اسم حركي) لقيادي في قوات نبل الزهراء قال بوجوب "تحرير عفرين من السيطرة التركية والفصائل التابعة لها وضرورة دحرهم منها".

 

وأكد على موقفهم بالقول: "إننا لن نقف مكتوفي الأيدي في حال شنت تركيا هجوماً على تل رفعت ومحيطها"، مبيناً أن سقوط تل رفعت يعني سقوط نبل والزهراء وبأحسن الأحوال عودتها للحصار وهذا أمر لن يسمحوا به.

 

وبحسب ما وضّح عباس تنظر قوات نبل والزهراء للتهديدات التركية باجتياح تل رفعت وقصفها المستمر لبلدات ريف حلب الشمالي بعين الخطر، والتي تعتبره القوات الإيرانية المتواجدة في محيط البلدتين وبعض مناطق الشهباء رسائل تهديد ترسلها تركيا للقوى العسكرية المناهضة لها في هذه المناطق.

 

وتابع: "لذلك تم رفع حالة التأهب القصوى على الجبهات الشمالية لاسيما مع انطلاق العملية التركية على شرق الفرات".

 

وحول التواجد الإيراني أشار عباس إلى أن الاتفاقات التركية الروسية المخفية والمعلنة لا تصب في صالح التواجد العسكري الإيراني في ريف حلب الشمالي، "فالإيراني يدرك جيداً أن خسارة مناطق الشهباء ونبل والزهراء يعني خروجه من المعادلة العسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية من حلب ومن عموم الشمال السوري لذلك لابد من المواجهة مهما بلغت التكاليف".