المفاحم في عفرين.. سرقات مستمرة وتسهيلات على الحواجز

سوار حمو – عفرين

بعد سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا على مدينة عفرين ونواحيها تم تقسيم قرى وبلدات المنطقة لقطاعات عسكرية تتحكم بها تلك الفصائل وتمارس فيها انتهاكات شتى.

لم تستثن ممارسات الفصائل المسلحة طبيعة تلك المنطقة من غابات وأحراش، وفي عام ٢٠٢٠ قام فصيل فيلق الشام المسيطر على عشرات القرى في ناحية راجو بإنشاء مفاحم ومراكز لبيع الحطب وتركزت في قرى الميدانليات (ميدانا).

استمرار قطع السنديان

يقول عبدي محمد، اسم مستعار من إحدى قرى ميدانا، لنورث برس، إن فصيل فيلق الشام قام بإنشاء عدد من المفاحم في قرية كوندانا التابعة لقرى الميدانليات السبع.

ويضيف أن الفصيل يستمر منذ أعوام في قطع أشجار السنديان من الأحراش المجاورة حيث يتم حرق أغصان الأشجار وتحويلها لفحم.

ويشير محمد إلى أن “أغلب العاملين بهذه المفاحم عناصر يتبعون للفصيل، وخلال السنتين الماضيتين توسعت أعمال هذه المراكز بعد توسع عمليات قطع الأحراش بشكل مكثف”.

ويبين أن قطع الأشجار تكثف خاصة في قرى وأحراش كوسانلي وعلي بيسكي وبليلكو ومحيط قرى الميدانليات حيث قامت عناصر تتبع نفس الفصيل بقطع مساحات واسعة وتجميعها بهذه المراكز وفرزها حسب الحجم ونوعية الأشجار.

حرائق مفتعلة

يقول هادي عينو، اسم مستعار لأحد سكان المنطقة، إن عناصر من فصيل فيلق الشام يعمدون إلى افتعال الحرائق بشكل مقصود بتلك المناطق.

ويضيف لنورث برس: “قام عناصر ومدنيون محسوبين على الفصيل بجمع الأشجار المحروقة وجلبها لتلك المراكز حيث استخدموا الدراجات النارية والحمير في المناطق الوعرة وتوصيلها للمفاحم”.

ويذكر أن “جميع هذه الأعمال تتم تحت إشراف مسؤولي الفصيل في تلك القرى ويحصلون بموجبها على نصف المبالغ بعد بيع الفحم والحطب بكل أنواعه حيث يتم بيع الفحم والحطب للتجار بشكل مباشر من المفاحم والمستودعات داخل القرى”.

ويشير إلى أنه بعد تحميلها يقوم الفصيل بفرض سيارات عسكرية لمرافقة شاحنات المتوجهة لراجو وعفرين وإعزاز وإدلب.

ويبين أن الفصيل يقوم ببيع الحطب والفحم بعد نقله نحو تلك المناطق حيث أنشأ عدة نقاط بيع في مدينة عفرين وراجو وجنديرس.

نقل بسلاسة

يقول أحمد حسو، من سكان إحدى قرى الميدانليات، إن عمليات نقل الحطب والفحم تتم بسلاسة عبر حواجز الشرطة العسكرية المنتشرة على مداخل مدينة عفرين وراجو و إعزاز.

ويضيف لنورث برس، أنه بعد دفع مبالغ محددة من قبل مسؤولي النقل التابعين للفصائل حيث يتم دفع ٢٠٠ ليرة تركية عن مرور كل شاحنة متوسطة تكون حمولتها طن أو طن ونصف.

ويشير إلى أنه “بالنسبة للفحم فيتم إدخاله نحو مدينة عفرين عن طريق حواجز الشرطة المدنية ويتم دفع رسوم عن كل طن من الفحم ١٠٠ ليرة تركية تذهب لصندوق المجلس المحلي في عفرين”.

ويبين أن “هذه المفاحم ومراكز بيع الحطب موجوده منذ أربع سنوات قام بإنشاءها فصيل فيلق الشام ويعمل بها عناصر الفصيل وأغلب هؤلاء العناصر من ريف حمص”.

ويذكر أنه “تم تحويل بعض بيوت مهجري القرية لمراكز لصنع الفحم وبيع الحطب”.

تحرير: محمد القاضي