وسط غياب الدعم.. زراعة الفواكه الاستوائية بديلاً للحمضيات في الساحل السوري

صفاء سليمان – نورث برس

تراجعت زراعة الحمضيات في الساحل السوري مؤخراً بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وغياب الدعم الحكومي، وفي المقابل ازداد الإقبال على زراعة الفواكه الاستوائية التي لم تعرفها تلك المناطق من قبل.

وبعد خسائر كبيرة على المزارعين اضطر البعض إلى اقتلاع أشجار الليمون والبرتقال والاستعاضة عنها بأشجار الدراغون والأفوكادو.

تدني مردود الحمضيات

استبدل قتيبة الجلاد، وهو مزارع في ريف جبلة، زراعة الفواكه الاستوائية بالحمضيات بعد تدني المردود الاقتصادي لإنتاج الحمضيات وارتفاع تكاليفها.

ويقول الجلاد، لنورث برس: “تركت زراعة الحمضيات لتدني مردودها وتكاليف الكبيرة، وبحثنا عن بديل أفضل ألا وهو زراعة الفواكه الاستوائية كالموز والدراغون والأفوكادو”.

ويضيف أن مردوده من زراعة الحمضيات كان يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف ليرة سورية فقط للكيلو الواحد في حال حقق سعراً مناسباً بالأسواق.

أما بالنسبة للفواكه الاستوائية فسعر كيلو الموز أو المانغو أو الأفوكادو يتراوح ما بين ١٥ و٢٠ ألف ليرة سورية حسب الجودة والنوعية وطريقة التسويق (تصدير أو داخلي)، على حد قوله.

وتوجهت أنظار المزارعين في الساحل السوري، مؤخراً، إلى الإقبال على زراعة الفواكه الاستوائية، كأشجار (الدراغون والأفوكادو والشوكولا والقشطة والموز القزمي)، رغم أنها زراعة حديثة.

ويشير المزارع قتيبة الجلاد إلى أن التحول لزراعة الفواكه الاستوائية المدخلة حديثاً إلى البلاد أفضل من زراعة الحمضيات، قائلاً: “هناك فرق كبير عندما تعمل بمادة تعطيك مردود يجعلك مرتاحاً في حياتك ويغطي التزاماتك”.

غياب الدعم الحكومي

يؤكد مزارعو الفواكه الاستوائية، غياب الدعم الحكومي لهم، وسط ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وتغيب مديريات الزراعة الحكومية عن دورها في إدخال زراعات حديثة ودراستها قبل البدء بها.

فيما يبقى العامل الأساسي لإدخال زراعات جديدة هي المشاتل الخاصة, وهو ما يشدد عليه حيدر خضور، صاحب منشأة زراعية، بالإقبال على زراعات حديثة مع ضرورة الاحتفاظ بالزراعات الأساسية.

ويقول خضور، لنورث برس: إن الفواكه الاستوائية المطروحة على أرض الواقع هي زراعة حديثة في البلد، ولها فوائدها، لكنه يشير إلى عشوائية زراعتها مؤكداً على ضرورة دراسة هذه الزراعة وفهمها بشكل جيد.

ورغم أنه يؤكد على أهمية التنوع الزراعي وخاصة الزراعات الحديثة، لمنه ينوه بأنه لا يمكن إلغاء زراعات أساسية موجودة قديماً كالحمضيات.

ويدعو إلى تقديم الدعم لمزارعي الحمضيات وإنشاء معمل للعصائر في الساحل للحفاظ على التنوع الزراعي وتوفر مشروعات حديثة بكفاءات عالية.

فيما يقول خبير زراعي فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس، إن تراجع زراعة الحمضيات سيكون له تأثير كبير على شريحة واسعة من المواطنين اللذين يعتمدون في حياتهم اليومية على البندورة والحمضيات.

ويحذر من ندرة وجودها في الأسواق في السنوات المقبلة في حال استمر المزارعون بالإقلاع عن زراعة البيوت البلاستيكية والحمضيات.

ويشهد السوق السوري ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الخضار والفواكه والسلع الغذائية وغيرها من المواد المعيشية الأساسية، وهذا السعر المرتفع لا يتناسب مع مستوى رواتب المواطنين بطبيعة الحال، وسط فشل الحكومة السورية في تحقيق وعودها بضبط الأسعار ودعم القطاع الزراعي.

تحرير: خلف معو