غالبيتهم مصابون بأمراض مزمنة.. مجموعة تواظب على الرياضة الصباحية منذ 20 عاماً بالقامشلي

القامشلي – نورث برس

يواظب مجموعة مهندسين وأطباء في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا على ممارسة الرياضة الصباحية كفريق منتظم منذ أكثر من 20 عاماً.

وتتكون المجموعة من مهندسين ومعلمين وأطباء وأصحاب مهن مختلفة إضافة إلى كبار السن، غالبيتهم مصابون بأمراض مزمنة مثل السكري والكوليسترول أو أمراض القلب، البعض منهم لا يتناول الأدوية نظراً لالتزامهم المستمر بممارسة النشاط البدني فجر كل يوم.

وتعتبر رياضة المشي واحدة من الأنشطة البدنية البسيطة والفعّالة التي تمتاز بفوائد صحية عديدة، وهي تحظى بمكانة خاصة في مجال الصحة العامة.

موعد الرياضة

الخامسة فجراً موعد يومي ثابت يجمع المجموعة في ملعب “الشهيد هيثم كجو” وسط المدينة، للبدء بممارسة رياضة المشي لمدة ساعة كاملة وإجراء التمارين الرياضية لمدة تصل إلى نصف ساعة.

وتواظب المجموعة على ممارسة الرياضة الصباحية منذ أعوام طويلة بهدف الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية واللياقة البدنية.

ويقول كاميران عبدالله، مهندس معماري بالغ من العمر 55 عاماً، لنورث برس، إنهم ملتزمون بالرياضة صيفاً وشتاءً ويتراوح عددهم بين 12 و15 شخص بشكل دائم.

ويضيف: “معظمنا مصاب بداء السكري أو الأعصاب أو الكولسترول أو أمراض القلب”، مشيراً إلى أن الرياضة ما بعد سن الأربعين تكون ضرورية للإنسان بشكل عام ويساعد المرضى، ولها فوائد في تغيير نفسية الإنسان من الضغوطات النفسية، على حد تعبيره.

ويذكر أنه قبل بدء الرياضة الصباحية، “نشرب كأسين من الماء الفاتر ونضع قطعتين من القرنفل في أفواهنا لفوائدها الكثيرة، وبعد العودة نأخذ حماماً ننشط وحتى النفسية تتأثر وتتغير وننسى الضغوطات اليومية”.

ووفق تقارير طبية، يمكن أن يكون للمشي  تأثير إيجابي على الصحة النفسية، فممارسته بشكل منتظم وبوتيرة معتدلة يمكن أن تقلل من مشاعر القلق والاكتئاب والمزاج السلبي.

التحكم بالسكري

بعض المرضى من المجموعة وخاصة المصابون بالسكري باتوا لا يتناولون الأدوية بسبب الممارسة المستمرة لهذه الرياضة التي تساعدهم على التحكم بمستويات السكر في الدم دون الاعتماد على الأدوية.

ويقول كابتن المجوعة الرياضية، صبري نجم الدين، لنورث برس، إنه مصاب بداء السكري منذ 13 عاماً ولم يتناول حبة واحدة من الدواء لاعتماده على الرياضة فقط في الملعب وخارج الملعب في المساء.

ويضيف: “هدفنا هو الحفاظ على مستوى السكر بالحدود الطبيعية وأيضاً الحفاظ على لياقتنا البدنية وعمري الآن أصبح 58 عاماً والحمد لله أستطيع المشي لنحو ساعتين أو ثلاث ساعات بشكل متواصل يومياً”.

ويشير إلى أنهم يستفيدون كثيراً من الرياضة، خصوصاً بتحسين الحالة النفسية باعتبار أن الوضع الراهن فيه الكثير من الضغوطات والظروف الصعبة.

وتتغير مستويات سكر الدم طوال اليوم تبعاً للوجبات، وبناءً على هذا، يسعى الجسم إلى ضبط كمية الأنسولين اللازم إفرازه بهدف الحفاظ على استقرار مستوى سكر الدم ومنع الشعور بالعطش والتعب بعد الوجبات.

وينصح الأطباء بممارسة رياضة المشي بعد الانتهاء من تناول الوجبة، فهذا يمكن أن يقلل من مستوى سكر الدم، ويُحسن ضبطه بعد تناول الوجبات.

الملعب يجمعهم

المجموعة كانت تمارس الرياضة في السابق بشكل متفرق في الحديقة العامة وملعب شهداء 12 آذار وشوارع المدينة، إلا أن تأسيس ملعب “هيثم كجو” عام 2011 وفتح أبواب الملعب أمامهم وفر لهم مكاناً يجمعهم بشكل منتظم ويومي.

ورغم ذلك، يشتكي البعض من قلة عدد الملاعب العامة في المدينة لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة، كما يقول لـ “نورث برس”، عضو المجموعة الرياضية، خليل حسام: “نتمنى من القائمين أن يؤسسوا لنا ملعب أو حديقة نمارس فيها هذه الرياضة”.

وتطالب مجموعة الرياضيين بالمحافظة على نظافة هذا الملعب، ويقل حسام: “لأنه الملعب الوحيد في المنطقة الشرقية للمدينة ولا نملك غيره أي ملعب أو منتزه في هذه المنطقة”.

كما تدعو المجوعة من الجهات المعنية في الإدارة الذاتية بوضع ألعاب أو آلات رياضية “لنمارس التمارين بشكل جدي حفاظاً على سلامتنا وعلى الصحة العامة”، بحسب حسام.

تحرير: خلف معو