المعابر في محافظة إدلب.. أبواب للتضييق وجمع الأموال من قبل هيئة “تحرير الشام”

إدلب – أوس الشامي –  NPA

 

تتحكم هيئة "تحرير الشام"، والتي هي أكبر الفصائل المتواجدة في محافظة إدلب، بجميع النواحي العسكرية والأمنية فيها، والإدارية والمدنية من خلال "حكومة الإنقاذ" التي يتهمها سكان محليون وجهات معارضة بأنها ذراع سياسية، والتي أُعلن عن تشكيلها رسمياً في الـ17 من أيلول / سبتمبر 2017، عقب عدة جلسات عقدت في معبر باب الهوى، وذلك لإدارة محافظة إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة هيئة "التحرير".

 

وتسيطر الهيئة على جميع المعابر في إدلب، وتتحكم بها وتكسب أموالاً طائلةً من الضرائب التي تفرضها على البضائع والبشر.

 

ومن أهم هذه المعابر، معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي تدخل منه البضائع التركية من مواد غذائية وغيرها، بالإضافة للغاز والبنزين الأوروبي، وذلك لصالح شركة وتد التابعة لهيئة "تحرير الشام".

 

ويرأس المعبر في الوقت الحالي ما يسمى بالـ "المغيرة" وهو مسؤول أمني واقتصادي في الهيئة، وقامت الهيئة بتعيينه عقب سيطرتها على المعبر في حزيران 2017 بعد معارك عنيفةٍ مع حركة "أحرار الشام".

 

وبحسب أحد التجّار رفض ذكر اسمه لـ"نورث برس"، فإن إدارة معبر باب الهوى تفرض مبلغاً مالياً على البضائع المستوردة من تركيا، ويتراوح بين /10/ إلى /30/ دولاراً، على الطن الواحد باستثناء المواد الغذائية.

وتفرض أيضاً على المنظمات الإغاثية العاملة بتلك المناطق والتي تدخل المساعدات عبر المعبر، نسبة /5%/ من المواد الإغاثية لصالح عناصرها.

 

ويبلغ الراتب الذي يتقاضاه عناصر الأمن في المعبر وعلى الحواجز المؤدية للمعبر تتراوح بين /150/ إلى /200/ دولار، ولا يقف على الحاجز إلا من له واسطة قوية في الهيئة، ويُقدر دخل الهيئة شهرياً من معبر باب الهوى فقط بنحو /100/ مليون دولار شهرياً بحسب أحد المطلعين على المعبر.

 

المعبر الثاني الذي تشرف عليه هو معبر الراشدين غربي حلب والذي يربط مدينة حلب بمناطق سيطرة هيئة تحرير الشام غربها، وغالباً ما يتم استخدامه لعمليات تبادل للأسرى أو الجثث، بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة.

 

واُستخدم المعبر لأول مرة في 19 تموز عام 2018 الماضي لخروج سكان بلدتي كفريا والفوعة، عقب الاتفاق الذي أُبرم بين الفصائل وقوات الحكومة والعناصر المحاصرة في البلدتين.

 

أما معبر العيس في جنوبي حلب، وهو معبر تجاري يربط مناطق سيطرة الحكومة السورية بمناطق هيئة "تحرير الشام" في إدلب وجنوبي حلب، وهو المعبر الوحيد الذي يعمل في الوقت الحالي بين مناطق الطرفين لتبادل البضائع، وتسيطر عليه هيئة تحرير الشام بشكلٍ كامل، حيث تفرض الهيئة الضرائب على الشاحنات الداخلة والخارجة.

 

إضافة لمعبر كفرلوسين وهو معبر عسكري في شمالي إدلب، يسيطر عليه "فيلق الشام"، ويُستخدم لدخول وخروج التعزيزات التركية التي ترسلها تركيا بشكلٍ دوري باتجاه نقاط مراقبتها في جنوبي وشرقي إدلب وشمالي وغربي حماة وجنوبي وغربي حلب.

 

أيضاً هناك معبران يربط هيئة "تحرير الشام" في إدلب بالمناطق الشرقية منها (عفرين وإعزاز وجرابلس) الأوّل معبر دير بلوط – أطمة، ويُستخدم للحركة المدنيّة فقط، وتتخذ الهيئة إجراءات مشدّدةً على الخارجين والداخلين من وإلى إدلب، بسبب التوتر بين الهيئة وفصائل "غصن الزيتون" في عفرين، التي تعتبرهم عناصر الهيئة بالمرتدين والمرتزقة.

 

والثاني معبر الغزاوية، معبر تجاري ويستخدم للحركة التجارية والمدنية، ويشهد بين الحين والآخر إغلاقاً إما من قبل الهيئة أو من قبل الفصائل، ومع كل مرة يتم إغلاق هذا المعبر ترتفع أسعار المحروقات في إدلب وخصوصاً المازوت، لأنه الطريق الوحيد لدخول المحروقات إليها.

 

وأخيراً معبر أبو الضهور شرقي إدلب، والذي تدعو من خلاله قوات الحكومة السورية لمن يرغب بالخروج من إدلب باتجاه مناطق سيطرتها.

 

وكانت هناك عدة معابر مدنيّة وتجارية تربطها بمناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينة حماة ومن أهمها معبر قلعة المضيق غربي حماة والتي كانت تسيطر عليه "حركة أحرار الشام" ومعبر مدينة مورك شمالي حماة وكانت هيئة "تحرير الشام" تسيطر عليه، قبل سيطرة قوات الحكومة السورية على المنطقة في آب / أغسطس الفائت من هذا العام.