محللون: واشنطن تضبط إيقاع الهجمات بين إسرائيل وإيران وتمنع حرباً شاملة
غرفة الأخبار- نورث برس
يترقب العالم الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران، والذي قد يُدخل المنطقة في صراع إقليمي بحسب ما يراه محللون، في وقت تؤكد فيه إسرائيل اقتراب موعد “ردها الحتمي”.
وفي وقت سابق، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من استهداف مواقع إيران النووية أو النفطية تفادياً لمزيد من التصعيد في المنطقة.
وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري, شنت إيران هجومها الثاني على إسرائيل خلال العام الجاري، واستخدمت فيه أكثر من 180 صاروخاً، وذلك رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بطهران، والأمين العام “لـحزب الله” اللبناني حسن نصر الله في بيروت.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين أن “إسرائيل وافقت على تحديد أهداف عسكرية بإيران، وبحسب الصحيفة الأميركية فإن الأهداف العسكرية بإيران “تشمل منصات إطلاق الصواريخ والمسيرات ومصانعها، وتشمل أيضاً المباني الحكومية”.
موازين الحرب بيد واشنطن
يرى خالد حمادة وهو عميد لبناني سابق وخبير عسكري واستراتيجي، أنه منذ بداية الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران كان واضحاً أن “واشنطن قادرة على التأثير على الجهتين وضبط إيقاع الهجمات المتبادلة”.
ويقول في تصريح، لنورث برس، إن “إسرائيل تنسق مع الولايات المتحدة الأميركية حول طبيعة الهجوم وطبيعة الأهداف وعدد الصواريخ المستخدمة، وكذلك طهران تقوم بنفس التنسيق مع واشنطن”.
ويُشير الخبير العسكري اللبناني إلى أن طهران لم تخف تواصلها مع واشنطن عن شكل وكيفية الهجمات عند هجومها على إسرائيل في نيسان/ أبريل الفائت.
ويبين أن الهجوم الإيراني الأخير ضد إسرائيل بالرغم من أنه استهدف إسرائيل بـ 181 صاروخ باليستي لكنها لم تستهدف بنية تحتية هامة.
ويرى أن هذا يستدل على أن “واشنطن هي القادرة على ضبط إيقاع كل ما يجري في المنطقة، وأن لإيران مصالح كثيرة مع واشطن ولا تود أن تضع نفسها في وضع محرج، ولواشنطن الكثير من التأثير على القرارات الإسرائيلية حتى على القرارات الميدانية البسيطة”.
ويتبين هذا التأثير وفق تعبيره في حرب إسرائيل ضد “حزب الله” في لبنان حيث أوعزت واشنطن بعدم استهداف البنية التحتية للدولة اللبنانية كالمطارات والجيش والمرافئ.
ويعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي، أنه “بات واضحاً التدخل الأميركي بشأن قيام إسرائيل بأي ضربة ضد إيران وكان لواشنطن دور في تأخر الرد الاسرائيلي حتى الآن”.
ويربط حمادة احتمال نشوب حرب إقليمية بمدى التغير الذي تريده واشنطن, مضيفاً: “يبدو أن واشطن عازمة على تغييرات حاسمة في المنطقة وفي إعادة رسم خرائط للنفوذ وهي من تضبط إيقاع هذه التغيرات”.
ويؤكد المحلل اللبناني أن “واشنطن تريد إحداث تغييرات دون الذهاب لحروب مدمرة وحرب إقليمية شاملة”.
تداعيات كبيرة
يقول ربيع خصن، وهو محلل سياسي لبناني، إنه من الطبيعي أن تكون لدى واشنطن القدرة السياسية والاستراتيجية في منع إسرائيل من التمادي في الحرب الدائرة في المنطقة وخصوصاً تجاه طهران.
ويضيف لنورث برس: “بمقدور الولايات المتحدة الأميركية منع إسرائيل من شن هجوم كبير على طهران إذا ما أرادت ذلك”.
ويشير السياسي اللبناني إلى أن “إسرائيل وواشنطن تدركان بأن أي استهداف صغير ورمزي للأراضي الإيرانية سيكون له رد فعل كبير”.
لذلك فإن الجانب الاسرائيلي يحاول أن تكون الضربة قاصمة وكاسرة على حد وصفه، حتى تتمكن إسرائيل من جعل هذه الأهداف الاستراتيجية ذات بعد اقتصادي وعسكري”.
ويقول إن “إسرائيل عندما تقرر ضرب إيران ستقوم بانتقاء الأهداف بدقة لأنها تدرك تمام المعرفة بردة الفعل الإيرانية”.
ويتوقع إنه إذا ما أرادت إسرائيل استهداف النقاط الاستراتيجية التي توجع إيران فسوف يكون هناك سيناريو لاستهداف منصات نفطية وبعض المنصات النووية الإيرانية كمفاعل موشهر المطل على شواطئ الخليج وهو أقرب نقطة نووية بالنسبة للطائرات الاسرائيلية.
ولا يستبعد المحلل السياسي اللبناني أن تكون لأي ضربة إسرائيلية كبيرة على إيران من تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم بأسره.
ويرى أن أي استهداف إسرائيلي كبير سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة وسيكون لها تأثير على أسعار النفط العالمية وعلى مكانة بعض الأنظمة العربية الموجودة في المنطقة.
تحركات لمنع التصعيد
يشير أثير الشرع، وهو محلل سياسي عراقي، إلى حراك إقليمي لمنع حصول أي حرب إقليمية أو مواجهات في المنطقة.
ويقول الشرع في تصريح لنورث برس: “هناك توجه لإجبار إسرائيل بقبول القرار 1 170 الذي صدر عام 2006 ويقضي بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل”.
ويضيف أن الأمور تتجه نحو التهدئة وفق مؤشرات وقرارات دولية واتصالات وإذا ما أصرت إسرائيل على التصعيد فسيؤدي ذلك إلى حرب عالمية ثالثة، على حد وصفه.
ويبين المحلل السياسي العراقي أن “الرئيس الأميركي جو بايدن يود إنهاء مشواره بقرار جيد فالاتصال الأخير الذي حدث بين بايدن ونتنياهو وضع النقاط على الحروف بعد تحذيره لنتنياهو بعدم التصعيد وعدم استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية”.
ويشدد على أنه إذا ما تم استهداف المنشآت النفطية الإيرانية من قبل إسرائيل “ستقوم إيران بإغلاق مضيق هرمز وهو ما سيؤثر على أسعار النفط عالمياُ”.
وينوه بأنه بمجرد الحديث عن هذه الاستهدافات ارتفع سعر برميل النفط الذي كان أقل من 70 إلى 78, لذا يرى أنه “وفق الأحداث الحالية حتى لو وجهت إسرائيل ضربات لإيران فالأمور ستتوقف عند هذا الحد”، على حد قوله.