القامشلي – نورث برس
تروج هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” وفصائل معارضة موالية لأنقرة، منذ مطلع الشهر الجاري لتحضيرات تجريها استعداداً لعملية عسكرية واسعة ضد مناطق سيطرة الحكومة السورية بريف حلب الغربي، على وقع التصعيد الإسرائيلي بجنوب لبنان.
وتزامنت الأنباء المتداولة من المعارضة حول العملية العسكرية “المرتقبة” مع تصعيد عسكري روسي غير مسبوق على منطقة خفض التصعيد شمال غربي البلاد وخاصة إدلب حيث مناطق سيطرة تحرير الشام.
وخلال الأيام الفائتة، تحدثت وسائل إعلام عن تعزيزات للقوات الحكومية وصلت إلى مناطق خطوط تماس مع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
تصعيد روسي
يقول المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، إن روسيا تسعى من تصعيدها الأخير “استباق المعارضة بأي عمل عسكري ضدها على الأرض وسد الطريق أمامها”.
وقبل أيام أعلن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم بسوريا، في بيان أن الغارات الروسية على إدلب، هي “لمنع محاولات الجماعات المتطرفة الموجودة في منطقة خفض التصعيد في إدلب مهاجمة مواقع الحكومة السورية باستخدام المسيرات وراجمات الصواريخ”.
ويستبعد أوغلو في تصريح لنورث برس، أن يكون هناك أي تقدم لأي طرف من الأطراف المتصارعة سواء القوات الحكومية وروسيا أو الفصائل المعارضة، من شأنه أن يغير الخارطة العسكرية لتلك القوى.
ويضيف: “يبدو أن كل الأطراف تستعد لأي تصعيد من جانب إسرائيل من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة في المنطقة، وهذا غير مستبعد”.
رد الحكومة وموقف تركيا
يقول غسان يوسف، محلل سياسي مختص بالعلاقات الدولية والقضايا الاستراتيجية، إن “القوات الروسية والحكومية ستتعامل مع أي هجوم للفصائل بشكل حازم”.
ويضيف: “قد شاهدنا خلال الأيام الماضية كيف نفذ الطيران الروسي ضربات استباقية على إدلب على مواقع جبهة النصرة وكبدتهم خسائر كبيرة”.
ولا يستبعد المحلل السياسي صحة الروايات الإعلامية للمعارضة حول العملية العسكرية المحتملة.
ويرى أن المجموعات المسلحة المرتبطة بتركيا، “تحاول أن يكون لها عودة الى المناطق التي خسرتها”.
ويقول:” لقد سمعنا أنهم فتحوا مكاتب للجهاد، وأنهم بدأوا يعدون لذلك، ولا يمكن الاستهانة بكل ذلك، ففي الحروب توضع أسوأ السيناريوهات، واعتقد بأن الدولة السورية واعية وتراقب ما يحدث ولن تتفاجأ في حال حدث هذا الهجوم”.
ويقول يوسف إن تركيا لا تريد خوض هذه الحرب أو فتح جبهات جديدة، لأنها “تخشى”، من أن يكون هناك موجة نزوح، أو لأنها “اليوم تفكر في أن تفتح حواراً مع دمشق فأي عمل عسكري سيؤدي إلى تعطيله”.
ويضيف أنه ليس من مصلحة تركيا مساندة الفصائل وتبنيها لهذا الهجوم سوف ينسف جميع مساعي الحوار بين سوريا وتركيا أو اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد.
ويتعقد أن هذ العملية “قد تحدث، وفي حال حدثت، ستكون بقرار تركي لتحسين الشروط والضغط على الحكومة السورية وتلبية لرغبات أوروبية واسرائيلية”.