فرص الأسد في حرب غزة ولبنان

غرفة الأخبار – نورث برس

بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، توسعت دائرة المعارك في غزة، ثم تبادل “حزب الله” مع إسرائيل الضربات في لبنان وازداد التصعيد باتجاه حرب التدمير والاغتيالات ومحاولات الاجتياح البرية.

ومنذ حوالى عقد من الزمان، حشدت إيران جهودها لإنقاذ الأسد وأرسلت “حزب الله “للقتال في سوريا، فيما تتغيب الأخيرة اليوم عن الصراع الدائر بين حلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في غزة ولبنان.

الأسد يستفيد

يرى المحلل السياسي الروسي، ديميتري بريجع، أن الأسد قد يستفيد من أي تصعيد إسرائيلي-لبناني لتحويل الأنظار عن مشاكله الداخلية وإعادة إحياء دوره الإقليمي.

وفي تصريح خاص لنورث برس, يقول المحلل الروسي: “سوريا كانت دائماً لاعباً مركزيًا في الصراع العربي-الإسرائيلي، ولكن منذ اندلاع الحرب في سوريا، تراجعت قدرة الحكومة السورية على التدخل المباشر”.

منوهاً بأن فرص الأسد محدودة للغاية، فالدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل من خلال حرب لبنان “يحمل مخاطر كبيرة على استقرار الحكومة السورية”.

ويضيف أن دمشق تتجنب المواجهة المباشرة في هذه المرحلة لتفادي المزيد من الاستنزاف العسكري.

كما يشير إلى أن الحكومة السورية أعادت ترتيب أولوياتها الأمنية للحفاظ على بقائها الداخلي، وخاصة بعد استنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية خلال الصراع الداخلي.

ويرى السياسي الروسي بريجع، أن “الأسد يفضل أن يستمر حلفاؤه في حزب الله وما يسمى بمحور المقاومة و الممانعة بالقيام بالدور العسكري المباشر ضد إسرائيل، بينما يلعب هو دوراً دبلوماسياً غير مباشر، خاصة مع اعتماده الكبير على الدعم الإيراني”.

ويتطلع الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية باستقباله الفارين السوريين واللبنانيين من القصف الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا البالغ 375 كيلومتراً.

إذ يرى خبراء وباحثون أنه قد يكون للمساعدات الدولية أثر إيجابي بالنسبة للأسد الذي ينتظر هوامش سياسية واقتصادية لمشاركة حكومته في إدارة الأزمة اللبنانية.

رسائل إسرائيلية

ما يثير تساؤل الكثيرين عن فرص الأسد وأسباب ابتعاده عن ما يسمى “وحدة الساحات”، التي يراها المحلل العسكري والاستراتيجي أحمد رحال، أنها صناعة إيرانية، لتخفيف أو وقف الحرب الإسرائيلية على أذرعها وخاصة في لبنان.

ونشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية, مؤخراً، تقريراً جديداً قالت فيه إن كل أطراف “محور المقاومة” في المنطقة يشاركون في الحرب القائمة حالياً باستثناء سوريا.

ويحرص الأسد منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد أن يشعل المنطقة.

ويقول رحال، لنورث برس، إن “الأسد تلقى رسائل وتهديدات من الجانب الإسرائيلي بقصف القصر الرئاسي في حال تدخله في حرب لبنان”.

ويضيف أن إسرائيل استهدفت مواقع لشقيقه, ماهر الأسد، الذي تفيد مصادر بفراره إلى دولة عربية، وفق “رحال”, الذي أشار إلى أن الرئيس السوري بحماية روسية.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية, فأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسدى نصيحة للأسد خلال زيارة للأخير إلى موسكو في تموز/يوليو الماضي، بعدم التدخل في حرب انطلاقاً من تقديره بأن إسرائيل على وشك مهاجمة هذه الساحة بقوة كبيرة.

استجابة طارئة

وفي لقاء لمحافظ الحسكة لؤي صيّوح، مع مديري مكاتب الهيئات والمنظمات الدولية العاملة بالشأن الإغاثي والإنساني “مفوضية اللاجئين، الصحة العالمية، العمل ضد الجوع”، شدد على الاستجابة الطارئة وضرورة زيادة الدعم الإغاثي.

وقبل نحو عامين، بدأت الأمم المتحدة وجهات دولية التعامل مع الحكومة السورية مجددًا فيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى السوريين، رغم اتهامات لها باستغلال المساعدات، وعدم إيصالها لمستحقيها.

وفي الثامن من تشرين الأول الحالي، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى إطلاق نداء لتأمين 324 مليون دولار لمساعدة جميع الفارين من لبنان إلى سوريا.

وجاء ذلك خلال زيارة أجراها غراندي إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري، بشار الأسد، ووزير الخارجية، بسام صباغ، ومسؤولين سوريين آخرين، لبحث سبل دعم الوافدين الجدد عند دخولهم إلى سوريا، وفق ما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

ومطلع الشهر الجاري، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم تمويل طارئ وبشكل فوري بقيمة 500 ألف يورو للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم عمليات الاستجابة الخاصة بالفارين من لبنان باتجاه سوريا.

ووفق ما ذكره الاتحاد عبر موقعه الرسمي، فإن “المساعدة المالية ستلبي الاحتياجات الإنسانية في سوريا لمدة ستة أشهر”.

فيما ترى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سمر السباعي أن استجابة المنظمات الدولية حول موضوع الوافدين من لبنان سواء أكانوا عائدين سوريين أم وافدين لبنانيين هي خجولة حتى الآن، وفق وسائل إعلام حكومية.

وبحسب جريدة “الوطن” شبه الرسمية، كشفت “السباعي”, أمس الثلاثاء، عن تواصل مع المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن هذه المنظمات من الممكن أنها تنسق مع مكاتبها الإقليمية وتدرس الاحتياجات حول هذا الموضوع.

ولفتت إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أثرت على كل مفاصل حياة السوريين.

إعداد وتحرير: خلف معو