كيف ستتعامل الإدارة الأميركية القادمة “الديمقراطية أو الجمهورية” مع الوجود الإيراني بسوريا؟

غرفة الأخبار – نورث برس

يرى محلّلون أنّ هناك اختلاف وتباين بين رؤية المرشحَين ، الديمقراطي والجمهوري، للرئاسة الأميركية لقضايا النفوذ والتواجد الإيراني في الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص.

وخلال رئاسته، عمل دونالد ترامب، على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، واتخذ سياسة مشدّدة ضدّ إيران، حيث فعّل عقوبات واسعة عليها، استهدفت أشخاصاً وكيانات وحتى مصارف داخل إيران.

وأدّت العقوبات التي فرضها، ترامب، لإضعاف اقتصاد إيران وقدرتها على تمويل الميليشيات في سوريا، بالإضافة لقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة قرب مطار بغداد في كانون الثاني/ يناير من العام 2020 وقُتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 .

بينما شهدت القواعد الأميركية في سوريا والعراق، خلال إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في العام 2023- 2024، هجمات من قبل فصائل موالية لإيران.

فمنذُ هجوم “حركة حماس” على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023 واشتعال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شنّت فصائل مدعومة من إيران 170 هجوماً على قوات أميركية في العراق وسوريا.

ولم تتردد إدارة، بايدن، بقصف مواقع فصائل موالية لإيران في سوريا، رداً على قصف الأخيرة لقواعد أميركية، ودعم إسرائيل في حربها ضدّ إيران وحلفائها في المنطقة.

سياسة السلام مع الردع

يقول انتفاض قنبر، وهو سياسي عراقي مقيم في واشنطن، إنّ هناك “اختلاف كبير” بين سياسة المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فيما يخص النفوذ الإيراني في سوريا.

ويُضيف في تصريح لنورث برس، أن “الحزب الديمقراطي يريد التقرب من إيران بأي ثمن وعلى حساب الحلفاء التقليديين لأميركا من إسرائيل ومروراً بدول الخليج العربي وإلى السعودية”.

ويذكر أنه “لذلك تجد أنّه كلّما أتت إدارة ديمقراطية تسوء العلاقة إلى حد ما مع إسرائيل والسعودية على حساب محاولة تحسين العلاقة مع طهران”.

ويشير إلى أن سياسة المرشح الجمهوري، ترامب هي سياسة “السلام مع الردع” وهي سياسة معروفة فهو يستخدم الردع ويستخدم القوة لفرض السلام من خلال إضعاف الخصماء.

ويبين أنه إذا ما فاز ترامب ستكون هناك عواقب كبيرة على إيران أهمها هي العقوبات القصوى أي عقوبات الضغط الأقصى وستقوم هذه العقوبات بإفلاس إيران”، بحسب قنبر.

لا تغيرات كبيرة

وأعلنت الإدارة الأميركية، في الحادي عشر من تشرين الاول/ أكتوبر الجاري، تمديد حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنتها إثر عملية عسكرية تركية قبل خمسة أعوام، إلى عام آخر.

ويرى السياسي العراقي، إنّ الحزب الجمهوري يرى إنّ “إفلاس إيران سوف يأتي بالاستقرار في المنطقة وهذا هو أسلوب ترامب الذي يهدف إلى إبقاء باب للتفاوض والتشاور لكن بالقوة العسكرية مثلما حدث في مقتل قاسم سليماني”.

ويتوقع انتفاض قنبر، أن لا يكون هناك أي تغيرات كبيرة في مناطق شمال وشرق سوريا في حال فوز الديمقراطيين في الانتخابات.

ويقول: ” إذا ما فازت كاملا هاريس فالإدارة الأميركية ستكون ضعيفة وركيكة لذلك لن تقوم بخطوات كبرى للتغيير ولكن في حال فوز ترامب فهو لن يكون معنياً بمسألة إسقاط النظم وسيقوم بإضعاف الدور الإيراني لتزداد فرص الشعب السوري في دير الزور والمناطق الأخرى خارج سيطرة النظام السوري في أن يكون لهم واقع سياسي وحقوق أكثر وحرية أكبر للتحرك وبمأمن أكثر من الخطر الإيراني”.

ترامب أكثر تشدداً

يستبعد جلال العبادي، وهو محلل عسكري أردني، أنّه لن يطرأ أي تغير على الموقف الأميركي حيال الوضع في سوريا، ويقول :”سواءً إذا فاز الجمهوريون أو الديمقراطيون في الانتخابات فالموقف تجاه سوريا والنفوذ الإيراني لن يتغير وسيقفون في وجه التمدد الإيراني”.

ويُضيف العبادي، لنورث برس: “الجمهوريون وعلى رأسهم دونالد ترامب وإذا ما عاد للسلطة فهو أكثر تشدداً ولا يسمح لإيران بالمزيد من الحركة، على عكس إذا ما فازت المرشحة الديمقراطية، كمالا هاريس، فالديمقراطيون أكثر ليونة من الجمهوريين في التعامل مع إيران”.

ويتوقع المحلل العسكري الأردني، أن تقوم إدارة ترامب حال فوزه “بمحاصرة إيران و أن تقوم بشن ضربات عسكرية على منشآت لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة”.

ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

 إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة