المخيمات العشوائية بدير الزور.. أوضاع مأساوية وشكاوى مع اقتراب الشتاء
عمر عبد الرحمن – دير الزور
يواجه علي الناصر، أب لثلاثة أطفال اضطر للنزوح مع عائلته من مدينة دير الزور نتيجة الملاحقات الأمنية هناك ليستقر في مخيم عشوائي في بلدة محميدة غربي دير الزور، تحديات ومعاناة يومية في المخيم.
وتتفاقم في دير الزور، ووسط سوريا، معاناة النازحين في المخيمات العشوائية، خاصة خلال فصل الشتاء، إذ تتعرض لظروف قاسية تؤثر على حياة قاطنيها وصحتهم النفسية والجسدية.
وتشهد المخيمات العشوائية في دير الزور أوضاعاً مأساوية تتجلى في نقص المواد الغذائية والمياه النظيفة، ومع انخفاض درجات الحرارة، تصبح الخيام غير كافية لحماية النازحين من البرد القارس، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض، إضافةً إلى ذلك، يفتقر النازحون إلى وسائل التدفئة الضرورية، مما يزيد من معاناتهم.
اقتراب الشتاء
يقول الناصر، لنورث برس، إن “الحرب والخلافات والملاحقات الأمنية أجبرتني وعائلتي على النزوح، ومع اقتراب فصل الشتاء، ازدادت معاناتنا بشكل كبير”.
ويضيف: “نحن نعاني من البرد القارس والرطوبة العالية، مما يؤثر بشكل كبير على صحتنا، أطفالي يصابون في كل شتاء بأمراض متكررة، والرياح الشديدة تدخل إلى خيامنا الرقيقة وتؤرقنا طوال الليل”.
ويشير إلى أنه “لا يوجد لدينا ما يكفي من الملابس الدافئة لحماية أنفسنا وأطفالنا من البرد، كما أننا نعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الصحية، وقلة فرص العمل”.
ويحاول الناصر مراراً الخروج من المخيم واستئجار منزلٍ، لكن التكاليف باهظة ولا يستطيع تحملها، فهو يعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية والتي بدورها لا تلبي احتياجات فصل الشتاء.
ويناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمحلية بتقديم المزيد من الدعم والرعاية الإنسانية، قائلاً: “نحتاج إلى المساعدة لمواجهة والتعايش مع هذا الشتاء القاسي، حتى نتمكن من توفير حياة كريمة لأطفالنا”.
فيما تعيش أم زينب، البالغة من العمر 40 عاماً، مع خمسة من أطفالها في مخيم النازحين في منطقة المعامل شمالي دير الزور.
وتقول أم زينب، لنورث برس: “الشتاء هنا قاسٍ جداً، والبرد يلسع أجسادنا طوال الوقت، لا أستطيع شراء مدافئ أو وقود لتدفئة عظامنا التي ترتعش من شدة البرودة”.
وتبين أن الخيمة ليست محمية من الرياح والأمطار، وعندما تتساقط الأمطار، تتسرب قطرات الماء إلى أفرشتهم وتتبلل.
وتضيف أم زينب: “أطفالي يعانون باستمرار من نزلات البرد والإسهال، ولا أملك القدرة على توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم، وأخاف بسبب تلك الأمراض أن أفقد أحداً منهم”.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تناشد المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية قائلة بتقديم الدعم الكافي من الطعام والملابس والمأوى.
تحديات
وتنتشر في دير الزور، عشرات المخيمات العشوائية غالبية قاطنيها من سكان مناطق سيطرة القوات الحكومية الذين فروا بسبب تدمير منازلهم أو ممارسات وملاحقات أمنية.
ويقول حسين عبد الفتاح، عضو في لجنة الشؤون الاجتماعية في دير الزور، إن النازحين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية يواجهون تحديات كبيرة، خاصة خلال فصل الشتاء.
ويضيف، لنورث برس: “فهذه المخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، وتعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية”.
ويشير حسين إلى أن الظروف المناخية القاسية، مثل البرد القارس والرطوبة العالية، تسهم في انتشار الأمراض بين السكان، خاصة بين الأطفال والنساء.
وتسعى الجهات المسؤولة إلى توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين، مثل البطانيات، ومواد التدفئة، والمواد الغذائية، ولكن الموارد المتاحة لا تكفي لتلبية جميع الاحتياجات، بحسب ما يقوله عبد الفتاح.
ويذكر: “لقد قمنا بتوزيع مساعدات إغاثية على العديد من المخيمات بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، ومع ذلك، نحن ندرك أن هذا الدعم غير كافٍ، ويجب علينا تأمين ما هو لائق من خدمات صحية وتعليمية للنازحين في هذه الظروف القاسية”.
وتعمل الجهات المسؤولة على إنشاء مخيمات منظمة بمواصفات أفضل، وتوفير فرص عمل وتدريب مهني لتحسين الوضع الاقتصادي للنازحين، بحسب عبد الفتاح.
ويبين أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في المخيمات العشوائية بدير الزور خلال فصل الشتاء تُظهر ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناتهم، ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية تكثيف جهودهم لتقديم المساعدات اللازمة وتوفير بيئة آمنة وصحية للنازحين.