الرقة- عبداللطيف هلال -NPA
حدائق الرقة التسع تتوزع جغرافياً في جميع نواحي المدينة، وتشكل مكاناً هاماً للترويح عن النفس وملاذاً للهروب من واقع مرير عاشه أهل الرقة على مدى ثماني سنوات، وتعتبر واحدة من أهم المرافق العامة الحيوية والجمالية في المدينة.
حدائق الرقة حالها كحال المدينة عانت من دمار وحرق لأشجارها, إضافة إلى زرع المئات من الألغام داخلها من قبل مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية”، الذي ما فتئ يحفر أنفاقاً داخل الحدائق مستفيداً من كثافة أشجارها الوارفة.
حديقة الرشيد
حديقة الرشيد, الحديقة الأهم والأكبر في المدينة تتربع على مساحة عشرين دونم، تطل على شارع 23″ شباط” من جهتها الشرقية وبابها الرئيسي، تجاورها من الجنوب الشرقي كنيسة السيدة مريم ومن جهتها الغربية قصر “المحافظ سابقاً” ومجمع “النفوس والعقارات سابقاً” من الشمال.

تعرضت الحديقة للعديد من عمليات الحرق وقطع الأشجار، ولاسيما إبان حكم تنظيم “الدولة الاسلامية” للمدينة منذ عام 2014؛ لانقطاع الوقود آنذاك, الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى قطع الأشجار بغية التدفئة، كما ضمت في جنباتها واحدة من المقابر الجماعية للتنظيم.
وبعد طرد قوات سوريا الديمقراطية، مسلحي التنظيم من المدينة 2017, أعيد تأهيل حديقة الرشيد تأهيلاً كاملاً، ليعلن عن جاهزيتها لاستقبال الناس كأول حديقة في المدينة, فشمل التأهيل الإنارة و زرع غراس جديدة بعد إزالة جذع الأشجار الميتة وتزويد الحديقة بالعديد من الألعاب الخاصة بالأطفال كالمراجيح وغيرها.
بعدها افتتح أول معرضٍ للزهور داخل الحديقة من قبل بلدية الرقة التي تبنت جميع عمليات التأهيل عبر لجانها المختلفة، ولاسيما لجنة البيئة المسؤولة الأولى عن الحدائق في الرقة.
الحديقة البيضاء
وتسمى أيضاُ حديقة الباسل, تقع في الجهة الغربية من المدينة في الحي الذي سمي به “حي الحديقة البيضاء”.
تعتبر ثاني أهم الحدائق في المدينة بعد حديقة الرشيد، تأتي أهميتها من مكانها الاستراتيجي في الجهة الغربية بين أحياء البريد والقطار والفردوس، والنووي.

تعرضت الحديقة كحال أخواتها للكثير من عمليات قطع الأشجار حيث قطع ما يقارب 70% من أشجارها، وكانت مكاناً لركن السيارات المفخخة لتنظيم “الدولة” الذي خسر العديد من مفخخاته فيها بعد استهدافها من قبل طائرات قوات التحالف.
تشهد الحديقة البيضاء حالياً أعمالاً لإعادة تأهيلها, تشمل زراعة الأشجار والإنارة وخطوط المياه، بعد أن شهدت ازدحاماً كبيراً في فصل الربيع وإقبالاً ملحوظاً من أهالي المدينة، متخذاً بعضهم من أرصفتها مكان لنشر بضائعهم.
حديقتا الاستقلال وجواد أنزور
تقعان في القسم الغربي من المدينة, لم يكن حالهما أفضل من بقية الحدائق، إلا أن أعمال إعادة التأهيل شملتهما، فقد انتهت طواقم نزع الألغام من تنظيفهما من العبوات التي زرعت داخلهما، وتوجهت ورش لجنة البيئة التابعة لبلدية الرقة لتعزيل الأعشاب الضارة ونقل الركام من القمامة التي غطت معظم حديقة الاستقلال، والتجهيز بدايةً لرصف ممرات حديقة جواد أنزور بالبلاط المخصص للحدائق.

حديقة السابع من نيسان
يفضل أهل الرقة تسميتها بـ”حديقة العشاق”، رمزاً منهم لنشر لغة الحب والتسامح بين الناس.

تقع وسط المدينة, تجاور حديقة الرشيد من الغرب والمشفى الوطني شرقاً، أخذت نصيبها من عمليات الحرق ولاسيما أثناء المعارك وحصار “الدولة الاسلامية” في المشفى الوطني في أيامه الأخيرة في المدينة، وقد تعرضت للعديد من الغارات الجوية التي تسببت في إحداث حفر داخلها، التي عملت بلدية الشعب على تعبئتها وإعادة تأهيلها ضمن خطة أطلقتها لذلك.
حديقتا البجعة والمرورية
تجاوران الملعب الأسود في المدينة، في جهته الغربية تتربع حديقة البجعة التي كانت الحرائق عنوانها الأول بعد انفجار عدة ألغام زرعها تنظيم “الدولة” فيها, إضافة للأنفاق الكثيرة التي تم حفرها داخلها، وفي شرق الملعب إلى الشمال تقع الحديقة المرورية التي تشهد عمليات ترميم مستمرة تشمل البلاط والدهان للمنصف، بعد زراعة نحو /60/ شجرة داخلها بمبادرة من لجنة الشباب والرياضة كانت قد أطلقتها قبل أشهر، كما نشرت حاويات قمامة صغيرة في أرجائها إضافة إلى العمل على إنارتها.

حديقة الأطفال
الحديقة الأصغر بين الحدائق والمكتظة بالأطفال دائماً بعد تجهيزها بالألعاب التي تهم الأطفال من مراجيح وغيرها، تقع في حي الفردوس ومجاورة لمسجده السابق، لم تتعرض الحديقة لعمليات حرق أو تخريب سوى حفر الأنفاق فيها وتخزين العديد من الأسلحة العائدة للتنظيم.
حديقة البستان
كانت خير مخبأ لسيارات تنظيم الدولة المفخخة لكثافة أشجارها، تقع في القسم الشرقي-الجنوبي من المدينة, مطلةً على شارع هشام بن عبدالملك وتعد الحديقة الأكثر كثافة بالأشجار سابقاً، إلا أن أيادي النهب والتخريب طالتها محولةً العديد من أشجارها إلى أخشاب لحرقها في الشتاء.

كانت تحتوي على تمثالين للأسود، كتمثالي حديقة الرشيد الأثريين، حطمتهما التنظيم، وزرع فيها المئات من الألغام التي فككتها لجان مختصة لاحقاً.
أعيد تأهيلها بشكل شبه كامل، وفتح فيها مقهى، تشجيعاً من البلدية على إعادة الحياة إليها مجدداً بعد إعطاء عروض استثمار للراغبين في ذلك.
إضافة للحدائق التسع, احتوت مدينة الرقة على حدائق صغيرة في أحيائها كحديقة حي التوسعية وحديقة القطار، اللتان تعرضتا أيضاً للحرق وقطع الأشجار.