الرقة – نورث برس
غير أحمد مسلم نازح من تل ابيض، سبعة منازل منذ استقراره في الرقة عام 2019 بسبب نزوحه من قريته نتيجة عملية عسكرية تركية في تل أبيض.
يقول مسلم، وهو من قرية تل فندر 6 كم غربي تل ابيض، أوضاعنا كارثية أصبحنا نفكر في نهايتنا كيف ستكون إذا كانت حياتنا بهذا العمر هكذا.
وفي التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019، نزح أكثر من 300 ألف شخص وجُرِح ما لا يقل عن 1521 شخص بينما قتل نحو 352 خلال الهجوم، نتيجة عملية عسكرية تركية في مدينتي تل أبيض وسري كانيه، تحت اسم نبع السلام.
وتعيش عائلة أحمد في ظروف مأساوية في مدينة الرقة، بعد أن فقدت ممتلكاتها وأراضيها الزراعية وأشجار الزيتون التي كانت تملأ أمام منزلهم.
عانت العائلة من الانتقال بين سبعة منازل مختلفة، لتستقر في بيت متهالك يتكون من غرفتين، تدفع عنه 50 دولارا شهرياً، في أحد أفقر أحياء المدينة المعروف باسم “شمال السكة”.
ويواجه مسلم حالياً، والذي يبلغ من العمر 60 عامًا، تحديات كبيرة بعد إصابته بجلطة دماغية، ورغم تحسنه تدريجياً، إلا أن حزنه على قريته “تل فندر”، القريبة من الحدود التركية، يزيد من معاناته. أما زوجته، فقد تعرضت لحادث سير أثناء فرارهم من قريتهم، مما جعلها تعاني صعوبة في السير.
ولدى العائلة خمسة أبناء، لكنهم جميعاً متزوجون ومتفرقون، مما ترك أحمد وزوجته وحيدين في مواجهة قسوة الحياة، ويقول إنهم “لم يتلقوا أي مساعدة تذكر، سواء من المنظمات الدولية أو من الإدارة الذاتية”.
وتتمنى العائلة، كما هو الحال مع العديد من العائلات المهجرة من تل أبيض وريفها، العودة إلى قريتهم التي كانت تشكل مصدر رزقهم وسعادتهم.
واليوم، يسكن في نفس البيت عائلة أخرى تعود لمقاتل من الجيش الوطني الموالي تركيا، مما يزيد من تعقيد أوضاعهم.
وتظل قصة أحمد وعائلته شاهدة على مأساة الكثير من الأسر التي تفتقد إلى الدعم والأمل في العودة إلى وطنها.
وتعبر عينو محمد، زوجة مسلم، عن معاناتها، قائلة: “هذه هي المرة الثانية التي ننزح فيها، المرة الأولى كانت على أيدي داعش وجبهة النصرة، والمرة الثانية بسبب الهجوم التركي”.
وتتمنى محمد العودة إلى منزلها، لتجلس تحت أشجار الزيتون أمام منزلها، وتضيف: “أريد أن أعود إلى بيتي، وأموت هناك، النزوح قد أرهقنا”، فهي تعاني من آثار حادث سير يجعلها غير قادرة على السير، بينما زوجها تعرض لجلطة دماغية.
وتصف عينو الوضع المعيشي قائلة: “الأمور صعبة جدًا، بناتي يرسلن لنا قليلاً من المال كل شهر لنتمكن من دفع الإيجار”، وتستذكر: “في قريتنا، كنا نعيش في حال ميسورة ولم نكن بحاجة إلى أحد”.