تحذيرات من امتداد نار الحرب في لبنان إلى شرقي سوريا

غرفة الأخبار- نورث برس

يرى محلّلون ومراقبون أنّ امتداد نار الحرب في لبنان إلى سوريا مرتبط بأي رد إسرائيلي وأميركي ضدّ إيران.

واكملت الحرب في غزة عامها الأول أمس الاثنين، وتحتل الحرب في لبنان مشهدها اليوم.

كرة النار تتدحرج

يعتقد سهيل تلجة، وهو عميد سوري وخبير عسكري واستراتيجي متقاعد أنّ تعرض القواعد الأميركية في سوريا لهجمات من قبل فصائل مرتبطة بطهران مرتبط بأي رد إسرائيلي على إيران.

ويوجد في سوريا حوالي 900 جندي أميركي في مهمة مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ويقول لنورث برس “إذا ما شنت إسرائيل وبدعم أميركي أي هجمات على إيران ستقوم الفصائل المسلحة المدعومة من إيران بشن هجمات على مواقع أميركية بشرقي الفرات”.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نفذ “الحرس الثوري” الإيراني هجوماً صاروخياً غير مسبوق على إسرائيل بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي.

وتوعدت إيران بأن سلاحها الجوي سيشن غارات غير مسبوقة في الشرق الأوسط، بينما تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجمات.   

ويرى تلجة، أنّ الجانب الروسي ونظراً لحضوره في سوريا وعلاقته مع إيران “سيلعب دوراً مخفياً وغير واضحاً” في حال تعرّض القواعد الأميركية في سوريا لأي هجوم، على حد تعبيره.

وأدى الصراع الدائر بين إسرائيل و” حزب الله” اللبناني، واغتيال أمينها العام حسن نصر الله،  إلى حالة من الترقب حول ما تخفيه الأيام القادمة فيما يخص وضع القوات الأميركية في المنطقة وبالأخص في سوريا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حركة حماس” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تتعرض القواعد الأميركية لهجمات من قبل فصائل موالية لإيران في العراق وسوريا.

ويُشير العميد السوري إلى أنّ ” كرة النار تتدحرج وليس معلوماً ما تخفيه الأيام القادمة”.

لا تغيرات كبيرة

في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تعرّضت قاعدة للتحالف الدولي في ريف الحسكة الجنوبي  لهجوم من قبل جماعات يعتقد إنّها موالية لإيران.

ويرى نواف خليل وهو مدير المركز الكردي للدراسات أنّه إذا “توسّع نطاق الصراع بين إسرائيل وإيران، لن يكون له تأثير كبير واستراتيجي على القوات الأميركية في شمال وشرق سوريا”.

ويقول خليل  لنورث برس،  إنّ هناك تغيرات على مستوى الشرق الأوسط برمتها، لكنه يستبعد حصول أي  تغيرات دراماتيكية واستراتيجية  كبيرة، مضيفاً: “لن يكون هناك تأثير على شمال وشرق سوريا”.

ويشير خليل إلى احتمالية قيام “النظام السوري” وإيران وروسيا، بمحاولات خلق فوضى من خلال ” تحريك العشائر العربية في مناطق دير الزور”, لكنه شدد على أن “قوات سوريا الديمقراطية لديها ما يكفي من قوة لحماية مناطق سيطرتها, كما أن القوات الأميركية جلبت في الآونة الأخيرة معدات عسكرية متطورة”.

ولا يستبعد، مدير المركز الكردي للدراسات، أن يستفيد “تنظيم داعش “من أي فوضى قد تحصل في المنطقة.

وحول إمكانية أن تلعب موسكو دوراً في تهدئة الأوضاع، يقول، خليل، إنّه بإمكان روسيا لعب دور الوسيط  في إدارة التوترات، بشرط الحصول على تنازلات من واشطن فيما يخص حربها في أوكرانيا.

مبيناً أنه “غير ذلك, ستكون روسيا مستفيدة من أي تأجيج للوضع، ولن يضرها شيء إذا حصلت اضطرابات أو هجمات على قوات التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا”.

تحول استراتيجي

يقول وليد جولي، وهو باحث في مركز الفرات للدراسات، إنه جميع أطراف الصراع تتواجد في شمال شرقي سوريا وهم اسرائيل وأمريكا من جانب، وإيران وميلشياتها من الجانب الآخر.

ويُضيف جولي لنورث برس، إنّ ” الميليشيات التابعة لإيران متواجدة في الأصل من أجل بسط سيطرتها على المنطقة، وبالتالي مواجهة الولايات المتحدة وكل من يتحالف معها في المنطقة”.

ويشير “لا يمكن  اعتبار قوات سوريا الديمقراطية بالحياد من وجهة النظر الإيرانية وتوابعها بأقل تقدير، بدليل التوترات السابقة التي كانت تحدث بين طرفي الصراع، على مدار السنة الماضية، خاصة بعد أحداث السابع من اكتوبر التي أدت إلى تصعيد واضح من جانب إيران ضدّ نقاط التمركز الأميركية في شمال وشرق سوريا”.

ويعتقد  الباحث في مركز الفرات للدراسات أنّ المرحلة هي مرحلة تحول استراتيجي في شكل العلاقات الإقليمية والدولية،  “وهي بحاجة إلى حنكة سياسية للخروج منها بأقل الخسائر، كون دائرة الصراع في اتساع مستمر، وقد تلهب المنطقة برمّتها” وفق تعبيره.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة