زانا العلي – الرقة
يتوقف ياسر عن الحديث عندما يكون برفقة الأطفال والنساء، وهو يروي مشاهداته عن انفجار أجهزة البيجر التي كانت بحوزة عناصر “حزب الله” في لبنان، خوفاً من أن تؤثر التفاصيل على نفسياتهم.
ياسر الخلف (28 عاماً)، لاجئ سوري عاد من لبنان إلى مدينة الرقة نتيجة التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”، الذي أسفر عن مقتل عشرات العناصر والقيادات، بعد اختراق أجهزة اللاسلكي وتنفيذ ضربات جوية في مناطق متعددة بلبنان، كان أبرزها اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله نهاية الشهر الماضي.
البداية
يقول الخلف إنني كنت أعمل كبائع بالونات للأطفال في جنوب لبنان، “وفجأة رأيت شخصاً يحمل يده الملطخة بالدماء بين ذراعيه ويركض نحونا، في البداية، اعتقدنا أن إصابته نتيجة شجار”.
ويضيف لنورث برس: “لكنه اقترب منا ثم انفجر شخص آخر بالقرب منه، الدماء كانت في كل مكان، هرعت إلى زوجتي وابني الوحيد، وأغلقت الباب علينا”.
ويبين أنه “بعد أكثر من ساعة، علمنا أن أجهزة البيجر التي بحوزة عناصر حزب الله كانت سبب الانفجار.
وفي اليوم التالي وعندما بدأ القصف بالصواريخ حينها بدأنا بالنزوح سيراً على الأقدام عبر الجبال لمدة يوم كامل باتجاه الحدود السورية، يقول الشاب.
ويذكر أنه “عند وصولنا إلى الحدود كان الآلاف ينتظروننا عند الحدود للدخول إلى الأرضي السورية”.
ويعيش الخلف حالياً في منزل والد زوجته بمدينة الرقة، بانتظار من يساعده في تأمين سكن أو عمل بعد دخوله إلى سوريا بطرق التهريب، قائلاً: “خرجنا بملابسنا فقط”.

معاناة وتجنيد إجباري
يقول الخلف: “أنا مطلوب للتجنيد الإجباري لدى النظام السوري، لذا دفعت 600 دولار أميركي لمهرب كي يصلني إلى الرقة، لكن المهرب طلب المزيد وأخذ هاتف زوجتي أيضاً”.
ومن جهتها، تقول مريم العبود، أم لأربعة أطفال ولاجئة في لبنان منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الرقة، إنها عادت إلى الرقة قبل أسبوع وليس لها مأوى في الرقة منزلها الوحيد في الرقة تعرض للدمار إبان معارك طرد “داعش” من المدينة.
وتضيف لنورث برس: “عائلتي مشردة، أنا وأولادي وصلنا إلى الرقة، بينما ابني الأكبر لا يزال يحاول الوصول لأنه مطلوب للتجنيد الإجباري لدى النظام السوري”.
وتتابع المرأة أن عملنا في لبنان كان في البساتين والأراضي الزراعية في منطقة الهرمل، واعتقدنا أن الحرب لن تصل إلى لبنان كما حدث في سوريا، لكن الواقع كان مختلفاً، “القصف في لبنان كان أعنف”.
وتعيش العبود حالياً في منزل ابن خالها، وتقول: “لم يقدم لنا أحد أي مساعدة حتى الآن”.
أما فاطمة الأحمد فتقول: “لجأنا إلى لبنان منذ بداية الحرب في سوريا وتزوجت هناك، عشنا في المخيمات ثم انتقلنا إلى البقاع حيث عملنا في الأراضي الزراعية”.
وتضيف، لنورث برس، قبل أن تغادر لبنان بأيام، كان الطيران الحربي يفتح جدار الصوت دون قصف، كان صوت الطيران الحربي مرعباً، لكن لاحقاً تطور الوضع وبدأ القصف المتقطع والصواريخ.
وتذكر أننا “حاولنا البقاء في منازلنا لأنه لم يكن لدينا مكان نذهب إليه، لكن القصف اشتد، فاضطررنا للنزوح بملابسنا فقط”.
وعبرت فاطمة الحدود السورية مع أطفالها الخمسة، بينما بقي زوجها في لبنان لأنه مطلوب للاحتياط لدى الحكومة السورية.
وتقول: “إحدى بناتي تعاني من ضمور دماغي وتحتاج إلى علاج، نعيش حالياً في منزل مستأجر يعود لشقيق زوجي، ولا نعلم إلى أين سنذهب بعد ذلك”.