إبرة وخيط.. يلخصان نجاح سوريَين في إقليم كردستان

سليمانية – أميد توفيق – NPA
بدأ جيل من السوريين المتواجدين في دول الجوار بافتتاح أعمالهم الخاصة, مصرّين بذلك على مواكبة تقديم منتوجات يضرب بجودتها المثل وإثبات جدارتهم بعيداً عن أماكن تنشئتهم. 
قياساً بنظرائه من الخياطين الموجودين في الجوار، يزدحم محل أحمد محمد، في مدينة سليمانية بإقليم كردستان، بالراغبين في ارتداء ما هو عصري، وتطغى حركة كثيفة على محله, إذ يخرج زبون ليدخل آخر. 
أحمد محمد، الذي يعرف بـ”أحمد السوري”  جاء الى مدينة سليمانية اواخر عام 2011 ، و بعد وقت قصير من بقائه بدأ يفكر بمزاولة عمله الذي أتقنه ببراعة منذ صغره.
يقول أحمد: ” كانت لدي ورشة خياطة وماركة خاصة بي في سوريا، وكنت أبيع البضائع بالجملة و أرسلها الى بغداد والأردن ولبنان”.
لكن أحمد اضطر للانقطاع عن عمله بسبب الأزمة في سوريا وتوجه إلى إقليم كردستان العراق, وانخرط في عدة أعمال قبل أن يفتتح محله, بهدف تعلم لغة أهل المنطقة.
يقول أحمد الذي أصبح مشهوراً بين محبي الموضة في السليمانية: “لدي زبائن من الدول المجاورة” ويرجع سبب ذلك إلى تفانيه في العمل.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من محل أحمد, ينهمك الشاب محمد حسن, من بلدة الدرباسية (شمال شرقي سوريا), في قص أقمشة مزركشة تحضيراً لخياطتها.
تعلم محمد الخياطة في دمشق ومارسها هناك, إلا أن اضطراب الأوضاع في سوريا أثناء أدائه للخدمة العسكرية, اضطر للجوء إلى مدينى سليمانية.
يقول محمد: “الأوضاع كانت صعبة جداً في البداية.” ويضيف “إلا أن مساعدة أحد الأصدقاء لي فتحت أمامي الطريق لأبدأ بعملي الخاص”.