فتاح عيسى- كوباني
يشتكي سكان في ريف كوباني الغربي من اهتراء الطريق الذي يصل قراهم بمدينة كوباني الأمر الذي يزيد من معاناتهم في الوصول إلى المدينة في حالة الطوارئ، ويطالبون بتعبيد الأجزاء المهترئة منه الذي يخدم أكثر من 50 قرية.
ويقول فريد محمود (42 عاماً)، من سكان قرية تعلك بريف كوباني الغربي، إن الجزء المهترئ من الطريق يمتد بين قريتي قره قوي ودربازين بطول سبعة كيلومترات، لافتاً إلى أن الطريق تم تعبيده قبل أربع سنوات ولكن التعبيد لم يكن جيداً وسرعان ما اهترأ.
ويضيف محمود أن عدم جودة تعبيد الطريق ومرور شاحنات ثقيلة فوقه، تسبب بكثرة الحفر في الطريق، لافتاً إلى أن الوعود بإعادة ترميم موجودة منذ عام دون التنفيذ.
ويشير محمود إلى أن السيارات لا يمكنها أن تسير في هذا الطريق، وأن كل السكان يشتكون منه، وأن أغلب السكان يسلكون طرق بديلة بسبب سوء هذا الطريق، رغم الفائدة التجارية له بالنسبة للسكان.
أكثر من 50 قرية متضررة
ويذكر محمود أن الطريق المذكور مرتبط بعمل بلديتين في الريف الغربي هما بلديتا “القنايا وبيندر”، وأن الطريق يخدم أكثر من خمسين قرية، وأن أغلب سكان هذه القرى يضطرون للسير في طرق بديلة وبعيدة ويضطرون لقطع مسافة تتراوح بين 30 و40 كم للوصول إلى المدينة.
ويرى محمود أن الطريق يعتبر مهماً لأنه طريق يربط بين المدينة ومجموعة قرى هي “قره قوي، بيندر، كوليه قول، هوران، دربازين، بيرلوس، تعلك .. الخ”، حيث يصل الطريق إلى قرى “الشيوخ، القنايا، دكرمان، دادالي … الخ.
ومع قدوم فصل الشتاء يرى محمود أن معاناة السكان ستزداد بسبب هذا الطريق، لافتاً إلى أن ذوي الدخل المحدود يضطرون أحياناً لاستئجار سيارة، حيث يطالب مالكو سيارات الأجرة بمبالغ إضافية جراء سوء هذا الطريق، أو بسبب اضطراره للسير بطرق ذات مسافات أبعد.
ويطالب محمود بالعمل على تعبيد الطريق من قرية “قره قوي” إلى قرية “دربازين” بمسافة 7 كم، ويرى أن باقي الطريق يعتبر جيداً ويمكن السير فيه، وأن تعبيد الطريق سيعود بالفائدة على سكان أكثر من 50 قرية، إضافة إلى قرى أخرى ستستفيد بشكل غير مباشر.
صعوبات بالوصل إلى المدينة
يقول حمزة فاروق (36 عاماً) وهو من سكان قرية “دربازين” بريف كوباني الغربي، إن اهتراء الطريق يتسبب بمعاناة السكان، ورغم تعبيده قبل أربع سنوات، إلا أنه لم يدم سوى ستة أشهر، حتى عادت الحفر إلى الطريق.
ويضيف فاروق إن السكان لا يستطيعون الذهاب إلى المدينة، ومع قدوم فصل الشتاء لن تستطيع الدراجات النارية والسيارات السير فيه للوصول إلى المدينة بسبب كثرة الحفر.
ويقول فريد محمود إن أصحاب المحلات التجارية لا يستطيعون عرض بضاعتهم بسبب الغبار الناشئ من الطريق، ما يتسبب بخسائر لهم.
ويضيف محمود أن السكان يعانون من الغبار والأتربة صيفاً، ومن الطين والوحل شتاءً، وأن من يقود دراجة نارية في هذا الطريق شتاءً، سيغطي الطين رأسه حتى قدميه ولا يستطيع الوصول إلى المدينة من كثر الحفر المملوء بالمياه.
ويطالب حمزة فاروق البلدية بإعطاء الأولوية لهذا الطريق، لافتاً إلى أن هناك طرق فرعية تصل بين قريتين تم تعبيدها، بينما هذا الطريق الذي يعتبر “عاماً” ويحتاج للتعبيد بمسافة 7 كم لا يعطى الأولوية والاهتمام.
ويشير فاروق إلى أن المسافة من هذه القرى إلى كوباني هي 30 كم ورغم أن المسافة يمكن قطعها بنصف ساعة إلى أن السكان يحتاجون أحياناً إلى ساعة ونصف للوصول إلى المدينة بسبب كثرة الحفر فيها.
معاناة منذ ثلاث سنوات
من جهته يقول محمد ويس (47 عاماً) وهو من سكان قرية “بيندر” بريف كوباني الغربي، إن هذا العام يعتبر الثالث على التوالي الذي يعاني فيه سكان القرى الغربية من هذا الطريق.
ويضيف ويس أنه في حال مرض شخص ما أو كانت هناك حالة إسعاف تحتاج للذهاب إلى المدينة، فإن الأمر يحتاج إلى ساعات للوصول إليها بدلاً من أن الوصول بمدة نصف ساعة، بسبب صعوبة الطريق.
ويذكر أن الضرر الآخر للطريق صيفاً هو الغبار الناتج عن سير المركبات فيها وتأثيرها السلبي على الآلاف من الأشجار التي تم زراعتها خلال السنوات الماضية بين قريتي “قره قوي، ودربازين”، حيث لا تنمو تلك الأشجار بسبب الغبار.
ويرى أن البلديات لا تقوم بواجباتها، فرغم تقديم عشرات الشكاوى من السكان حول الطريق الرئيسي والطرق الفرعية التي تصل إلى المدارس، لكن لا يوجد استجابة لشكواهم.
وتواصلت نورث برس مع المكتب الإعلامي لهيئة البلديات للرد على شكاوى السكان، ولكن الهيئة رفضت الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع.