غرفة الأخبار- نورث برس
تتوالى التوقعات والتحليلات حول إمكانية توغل إسرائيل برياً في سوريا، تزامناً مع أنباء عن تحركات للقوات الإسرائيلية قرب الشريط الحدودي بين القنيطرة والجولان.
فهل تصيب تلك التوقعات، وهل تكون سوريا الهدف الثاني لإسرائيل بعد لبنان، في ظل تصعيد إسرائيلي في غزة ولبنان وسوريا واليمن.
حديث مبكر
نقلت تقارير إعلامية أن الجيش الإسرائيلي نقل عدد كبير من الدبابات والآليات إلى هضبة الجولان جنوبي سوريا.
وأمس الثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية قال إنها “محدّدة” ضد أهداف تابعة لـ”حزب الله” اللبناني في منطقة جنوبي لبنان.
ويقول أشرف عكة، وهو محلّل سياسي فلسطيني، لنورث برس، إن “هناك محاولة إسرائيلية لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم ولكن الهدف هو إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وهذه عملية عسكرية قد تبدأ بالتدحرج”.
ويعتقد المحلل الفلسطيني المقيم في رام الله أن انطلاق عملية عسكرية إسرائيلية في سوريا بعد لبنان “سابق لأوانه للحديث عنه”، مضيفاً “لنرى ماذا سيحل بلبنان وبالأخص في أرض الميدان”.
ومنذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجويّة مستهدفة مواقع لإيران و حزب الله.
ولا يستبعد عكة، أن يكون هناك “محاولة للدخول لمنطقة البقاع لقطع التواصل الجغرافي بين سوريا ولبنان وسوريا وإيران بهدف قطع خطوط إمداد حزب الله”، بحسب رؤيته.
تغيّرات شاملة
يقول ديميتري بريجع، وهو محلل سياسي روسي، إن المنطقة تتجه لتغيّرات شاملة تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد”.
ويقول لنورث برس: “البداية بدأت في لبنان وبعدها ستكون سوريا والعراق وكل شيء مرتبط بما يسمى بمحور الممانعة”.
وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن “العملية في لبنان تستهدف البنى التحتية لحزب الله في عدد من القرى القريبة من الحدود”.
بينما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة لانتشار حلفاء إيران وأسماها بـ”خريطة النقمة”.
ويعتقد المحلل الروسي أن المنطقة تتجه لتغيّر شامل، ويقول: “مشروع الشرق الأوسط الجديد سياسة واضحة بحيث سيتم ترسيم خارطة جديدة للمنطقة تبدأ بتغير الأنظمة السياسية الموجودة”.
غارات جوية
تزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، آخرها صبيحة أمس الثلاثاء، حيث استهدفت إسرائيل منطقة المزة فيلات قرب الحديقة الفرنسية في العاصمة دمشق، وقالت مصادر نورث برس إن القصف قتل ثلاث أشخاص بينهم صحفية عاملة في التلفزيون السوري.
ويستبعد جلال العبادي، وهو محلل عسكري أردني، قيام الجيش الإسرائيلي بأي عملية توغّل في سوريا.
ويقول لنورث برس: “الجانب الإسرائيلي سيكتفي كما يفعل كل مرة بشن غارات جوية على مواقع في سوريا، ولن يكون هناك توغل عسكري”، وفقاً لكلامه.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان، أمس الثلاثاء، إن دمشق ستمارس “حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكافة الوسائل” التي يكفلها القانون الدولي.
ويرى العبادي، أنّ الجيش الإسرائيلي سيستمر باستهداف مواقع وشخصيات إيرانية ومن حزب الله في سوريا فقط.