توسيع مخيم الهول لاستيعاب قاطنيه وسط أوضاع إنسانية صعبة

الحسكة- دلسوز يوسف -NPA
بدأت إدارة مخيم الهول شرقي محافظة الحسكة  الذي تديره الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا، بأعمال توسيع للمخيم بعد تجاوز طاقته الاستيعابية المصمم أساساً لاستقبال /30/ ألف شخص كحد أقصى، يأوي اليوم أكثر من /70/ ألفاً بعد إجلاء قوات سوريا الديمقراطية عشرات الآلاف النازحين من الباغوز شرقي ديرالزور وغيرها من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” في شرقي سوريا، وسط مناشدات بتوفير الخدمات التي تشهد أوضاع إنسانية صعبة.
بات مخيم الهول، العنوان الأبرز للصحافة العربية والعالمية مؤخراً، والذي يحتضن حالياً /11/ ألفاً من نساء مسلحي التنظيم إلى جانب أكثر من /50/ ألفاً آخرين من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين.
وشكل إجلاء الآلاف من عوائل التنظيم في ريف دير الزور الشرقي بعد قضاء قوات سوريا الديمقراطية على وجوده العسكري شرقي نهر الفرات، إلى مخيم الهول عبئاً ثقيلاً على كاهل المشرفين، الذي بات يكتظ بالنازحين، حيث يوجد الكثير من الخيم يتقاسمها عدة عوائل وسط أوضاع إنسانية يرثى لها.
أعمال التوسيع
منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الباغوز آخر معاقل “الدولة الاسلامية” بريف دير الزور الشرقي في 23 من شهر آذار/ مارس المنصرم، جرى حتى الآن عمليتا توسيع للمخيم، ضمن /4/ قطاعات، ليرتقع عددها بذلك إلى ثمانية على مساحة تقدر بـ/10/ هكتارات.
تقول الإدارية في مخيم الهول، ماجدة أمين، في لقاء مع “نورث برس”، إن مخيم الهول يحتضن الآن ما يقارب /73/ ألف نازح ولاجئ.
وتضيف: “قبل تحرير الباغوز كان هناك /4/ قطاعات ضمن المخيم، لكن حالياً يوجد /8/ قطاعات، ثلاثة منها تم تجهيزها بالكامل فيما القطاع الرابع قيد التجهيز وسيتم تفعيله قريباً”.
ورغم الأعمال الجارية لتوسيع المخيم، إلا أن قاطنيه يشكون من قلة المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات والجمعيات الإغاثية، الأمر الذي يخلق تحدياً لتأمين المتطلّبات الحياتية لهؤلاء النازحين.
قلة المساعدات
للوهلة الأولى عند دخول مخيم الهول ما يلفت الانتباه أكثر، وقوف قاطني المخيم على شكل طوابير أو تجمعات أمام مراكز المنظمات الإغاثية للحصول على سلال غذائية في ظل معاناتهم من نقصٍ في المواد الأساسية كـ “الخيم، والطعام، والشراب وأغطية النوم”.
وما زاد من معاناة النازحين، الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة نظراً لطبيعتها الصحراوية، في ظل افتقارهم لوسائل التبريد، خاصة في شهر رمضان.
وفي هذا السياق، يقول اللاجئ العراقي حمد الضاحي، إن الأجواء الرمضانية لا بأس بها ضمن المخيم، ويستطرد “نعاني من عدم وجود وسائل التبريد ونقص في المياه، فيما نحصل على خبز بايت (قديم)”، مضيفاً “لدينا نواقص كثيرة لكن لا أحد يصغي لنا”.
بدورها تقول لمياء العلي، نازحة من دير الزور، إنهم يعانون الأمرّين جراء نقص المساعدات وغلاء أسعار المواد الغذائية في الأسواق، داعية الجهات المعنية مساعدتهم والنظر إلى حالاتهم الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
وتعليقاً على شكاوي قاطني المخيم، تقول ماجدة أمين، إن كافة الشكاوي “محقة”، متابعة قولها: “بعد الارتفاع الكبير في أعداد سكان المخيم، زاد العبء أيضاً، يعمل ما يقارب /10/ منظمات وجمعيات إغاثية إلى جانب عدة منظمات محلية لتقديم الخدمات، لكن كافة المساعدات المقدمة لا تكفي لسد حاجات الأعداد الهائلة لدينا”.
موضحة أن “الكثير من الخيم مهترئة وخاصة مع دخولنا لفصل الصيف، الجميع بحاجة لوسائل التبريد، إلا أن نقص الدعم يحول دون تقديم المساعدات بالشكل الكافي لكافة سكان المخيم”.
كما حملت أمين في نفس الوقت، المنظمات الإغاثية العاملة ضمن المخيم السبب في ظهور النواقص، وقالت “بيروقراطية المنظمات دفعت لظهور جميع هذه النواقص، نلاحظ أن الكثير من الأطفال لا يزالون يلبسون المعاطف الشتوية، هذا كله نتيجة عدم جدية المنظمات مع الحالة الطارئة التي يشهده المخيم”.
تفشي الامراض
لا يختلف الحال أمام المراكز الصحية عما يحصل أمام المراكز الإغاثية، فينتظر المئات من المرضى بانتظار دورهم لتلقي العلاج من الأمراض التي أصيبوا بها داخل المخيم.
وفي حديث لـ”نورث برس”، يوضح مسعود رمو، أحد الكوادر الطبية في منظمة الهلال الأحمر الكردي، أن ما يقارب /400/ مريض يراجعون مركزهم لتلقي العلاج بشكل يومي، مشيراً إلى أن أغلب المرضى يعانون من “إصابات حربية وسوء تغذية.
ونوه رمو إلى أنهم يعانون من نقص في الأدوية، نظراً للعدد الهائل من المرضى، مبيناً بأنهم يعملون حالياً على افتتاح مشفى ضمن المخيم لمساعدة المرضى بشكل أكبر وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وحول مواصفات المشفى المزمع افتتاحه، بيّن رمو أنه “سيضم ما يقارب /25/ سريراً، إضافة لغرفة عمليات إلى جانب الاهتمام بالمرضى قبل العمليات الجراحية وبعدها”.
وتسعى إدارة مخيم الهول حالياً بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الدولية لافتتاح ثلاث مشافي ميدانية داخل المخيم، لتوفير الرعاية الصحية والاستجابة السريعة مع الحالات المرضية، وقد دخلت في مراحلها الأخيرة من التجهيز بانتظار المعدات التقنية، بحسب الإدارة.