درعا.. عام دراسي جديد وأزمة نقص الكوادر التعليمية تصل لذروتها

مؤيد الأشقر – درعا

يقف عامر (43 عاماً)، والد أحد طلاب الشهادة الإعدادية في مدينة درعا، عاجزاً أمام رغبة ابنه في الدراسة وسط النقص الحاد في الكوادر التدريسية، بعد أسبوعين من انطلاق العام الدراسي الجديد.

ويقول عامر إن اللجوء إلى المدارس الخاصة كبديل عن الحكومية أصبح “مكلفاً جداً”، حيث تصل رسوم العام الدراسي إلى 10 ملايين ليرة سورية، فضلاً عن أجور المواصلات.

 ويضيف أن التعليم في هذه الظروف بات عبئاً على الكثير من الأهالي، الذين يعانون من تدهور مستوى التعليم في المدارس الحكومية نتيجة غياب المدرسين.

ويعتمد عامر للتغلب على هذه المشكلة، على جلسات تعليمية خاصة، حيث تصل كلفة الجلسة الواحدة لمدة ساعة إلى ما لا يقل عن 25 ألف ليرة سورية.

تفاقم الأزمة

من جانبها، تؤكد سلمى (42 عاماً)، مديرة إحدى المدارس الثانوية في درعا، أن أزمة نقص الكوادر التدريسية تتجدد كل عام، لكنها أوضحت أن “الوضع يتفاقم بشكل مستمر”.

وتقول: “الأجور المتدنية هي السبب الرئيسي لغياب المدرسين، حيث لم تعد تكفي لتلبية الحاجات الأساسية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.

وتشير المديرة إلى إنها تتقاضى راتباً شهريا لا يتجاوز 300 ألف ليرة سورية (ما يعادل 21 دولاراً أمريكياً)، بالرغم من أنها تتحمل الكثير من الاعباء.

ويصل أجور المدرسين إلى 200 ألف ل.س، مما دفع العديد منهم إلى البحث عن اعمال أخرى بدلاً من الالتزام اليومي بالتدريس لأكثر من 5 ساعات، وفقاً للمديرة.

مبادرات محلية غائبة

 ومن جانبه يقول سالم (50 عاماً)، اسم مستعار لأحد وجهاء مدينة درعا لنورث برس، إن المجتمع المحلي في درعا عمل خلال السنوات السابقة على تأمين مبالغ مالية لدعم القطاع التعليمي بما في ذلك تخصيص جزء منها لتحفيز المعلمين على الاستمرار في التدريس.
ويضيف: لكم حتى الأن، لم تطرح أي مبادرة مماثلة هذا العام، مما أثار مخاوف الأهالي من تفاقم الأزمة في الأيام المقبلة، حيث قد تترك المدارس بلا معلمين”.

التنصل من المسؤولية

يشير ربيع (36 عاماً)، اسم مستعار، لعامل في مديرية التربية في درعا لنورث برس، إلى  أن مديرية التربية تخلت عن مسؤوليتها، ما دفعهم إلى البحث عن متطوعين لتدريس بعض المواد. وهم من غير اختصاص.

ويشير أيضا إلى أن هناك أحد المهندسين من أبناء درعا البلد تطوع لتدريس مادة الرياضيات لطلاب الصف الثالث الثانوي مرتين في الأسبوع، كما تطوعت إحدى خريجات المعهد التقاني لتدريس مادة اللغة الإنجليزية لطالبات الشهادة الإعدادية.

تحرير: تيسير محمد