خمس سنوات من الأزمة.. أطفال بلا تعليم ومدارس مأوى للنازحين
سامر ياسين – الحسكة
مع اقتراب تنفيذ قرار ترحيل النازحين من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء في الحسكة وريفها، يتصاعد قلق النازحين من احتمال فقدان مأواهم الوحيد.
ويعيش هؤلاء النازحون في حالة من الترقب والخوف، حيث باتوا يواجهون مصيراً مجهولاً مع غياب البدائل المضمونة.
شهادات النازحين
ويعود معظم النازحين إلى مدينة سري كانيه/رأس العين، التي اضطروا لمغادرتها في أواخر عام 2019، بعد الاجتياح التركي للمدينة. حيث لجأ البعض إلى مخيمات النزوح في ريف الحسكة، في حين استقر آخرون في المدارس التي حولتها الإدارة الذاتية إلى مراكز إيواء مؤقتة.
وأعلنت إدارة مخيم سري كانيه بريف الحسكة لـ”نورث برس” عن استعدادها لافتتاح قطاع جديد في المخيم لاستقبال النازحين القادمين من المدارس، استجابة لمطالب سكان القرى الذين يرغبون بإعادة استخدام مدارسهم.
حميد الدرويش (60 عاماً)، نازح من قرية الرشيدية بريف تل تمر الشمالي، ويعيش مع عائلته في إحدى المدارس، يقول لـ”نورث برس”: “لسنا ضد التعليم، بل نريده للجميع، لكننا مضطرون للبقاء هنا، فلا يوجد لدينا بديل آخر”.
يضيف: “إذا تم توفير مأوى آمن لنا، فنحن مستعدون لإخلاء المدرسة فوراً، رغم انقطاع الدعم الإغاثي والإنساني”.
ويقيم حالياً نحو 7300 نازح موزعين على 38 مدرسة في الحسكة وريفها، وفقاً لمسؤول في لجنة متابعة المدارس في المدينة. وفي بلدة تل تمر وحدها تضم نازحين في 18 مدرسة.
أما فاطمة العطية، نازحة أخرى من قرية الدردارة ببلدة تل تمر بريف الحسكة، تقيم في ذات المدرسة منذ خمس سنوات، تروي: “المدرسة ليست مكاناً مثالياً للعيش، ولكننا مجبرون على البقاء هنا بسبب القصف المستمر على قريتنا. لسنا ضد التعليم، لكن إذا وُفر لنا مأوى آمن، سنخرج فوراً”.
وتضيف: “لم نحتل المدرسة، نحن فقط نبحث عن الأمان”.

ووصفَت فاطمة الظروف المعيشية في المدرسة بـ”السيئة” نتيجة نقص الخدمات والمساعدات، موضحة أن بقاءهم في هذه المدارس ناجم عن استحالة العودة إلى قراهم التي تتعرض للقصف المستمر.
ومن جانبهاتسرد الثلاثينية إيمان الأحمد، وهي نازحة من قرية المناجير بريف سري كانيه إلى مدرسة قرية تل حفيان بريف تل تمر الجنوبي، حادثة حصلت بينهم وبين سكان القرية، الذين طالبوهم مراراً وتكراراً بإخلاء المدرسة لإعادة الطلاب إليها ولكن دون وجود حل للموضوع، مما طوّر الوضع إلى نزاع ومشادات بالكلام بينهم وبين سكان القرية.
طالبت المرأة الإدارة الذاتية والجهات المعنية بإيجاد حل لهذه المعضلة المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، عن طريق إيجاد مكان آمن لهم في المخيمات.
وتشتكي من الضغوطات المستمرة التي يتعرض لها النازحون في المدرسة التي تقطن بها من قبل سكان القرية الذين يطالبون بإخلائها.
وتقول: “كنت أتمنى أن نجتمع نحن وسكان القرية ونذهب سوية للجهات المعنية والمجلس المحلي في بلدة تل تمر للمطالبة بإيجاد أماكن آمنة لنا ونقلنا إليها، وإعادة الطلاب إلى المدارس”.
تحديات الترحيل
أكد محمد سعيد شيخموس، الرئيس المشارك لمجلس بلدة تل تمر، أن ترحيل النازحين سيتم وفق شروط محددة، موضحاً أن العائلات التي تمتلك مأوى في المخيمات أو القرى الآمنة سيتم نقلها.
وأشار إلى أن النازحون الذين لا يملكون مأوى، فسيتم دمجهم في مدارس أقل لإفراغ باقي المدارس لمتابعة العملية التعليمية في تلك القرى
وأضاف “هناك ما يقارب 100 عائلة تقطن في 20 مدرسة في البلدة وقراها في الوقت الحالي، فبإمكاننا جمع المستحقين سوياً بما يقارب 3 مدارس، ونكون بهذه الحالة أفرغنا حوالي 15 مدرسة ليبدأ الطلاب بالعودة إليها وتسيير العملية التعليمية فيها”.
وتعليقاً على بعض الشكاوى من قبل النازحين في المدارس علّق المسؤول في مجلس تل تمر أنهم “لن يرحّل أي نازح من المدارس إلا بطريقة قانونية”.