شارع المولدات بالقامشلي.. مشاكل صحية وشكاوى دون حلول
القامشلي – نورث برس
تفكر هيفاء ببيع منزلها والانتقال من الحي الذي تسكن فيه منذ صغيرها, بسبب ضجيج المولدات التي تملئ الشارع بالحي الذي تقطن فيه.
ويعرف شارع الذي يمر بجانب الملعب البلدي من طريق السياحي وصولاً إلى طريق الحسكة وسط مدينة القامشلي، بـ “شارع المولدات”، وأطلق عليه السكان هذا الاسم نتيجة كثرة مولدات الكهرباء (أمبيرات) فيه.
ويصل عدد المولدات في ذلك الشارع إلى أكثر من 30 مولدة كهرباء، والتي تعمل بنظام 24 ساعة، إي أن الضجيج لا يفارق ذلك الحي على مدار اليوم.
ويمتد الشارع من مركز الثقافة والفن باتجاه الملعب البلدي بالمدينة، كما يقابل الملعب الحديقة العامة والتي تعد أكبر حديقة ضمن مدينة القامشلي، ويطل شارع المولدات على مدارس وروضات للأطفال.
مطالبات وأمراضٌ تتفشى
تطلب هيفاء آغا من سكان الحي، المسؤولين بإيجاد حل سريع لمشكلة ضجيج المولدات والدخان الذي بات مشكلة كبيرة لسكان الحي بسبب كثرة عددها وضجيجها.
وتقترح السيدة بنقل المولدات إلى ساحة الملعب عوضاً من مكانها وسط الشارع المجاور لمنازل السكان، مضيفة، لنورث برس: “أغلب السكان قاموا ببيع منازلهم وترك الحي بسبب مشكلة المولدات”.
ومنذ ثلاثة سنوات يتعالج فلاح قرديسي من سكان الحي ذاته من مرض مزمن (سرطان الرئة) نتيجة استنشاق الدخان الناجم عن المولدات الموجودة في شارع منزله.
ويضيف، لنورث برس: “اتعالج منذ سنوات، بعد إصابتي بسرطان الرئة، والسبب يعود لاستنشاق دخان المولدات الموجودة في الحي منذ أعوام”.
ويشير إلى أنه “لا يمكننا فتح الأبواب والنوافذ أبداً، نخرج إلى الشوارع العامة لشم الهواء بعيداً عن المنزل والمولدات الموجودة بشارعنا”.
وليس الأمر بأفضل بالنسبة إلى ياسمين التي تسكن في الحي نفسه بعد مرض أطفالها الثلاثة بربو الأطفال بسبب دخان المولدات.
تقول لنورث برس: “لا نستفيد من شرفة البيت، فنحن لا نخرج إليه أبداً، بسبب الضجيج والدخان المتصاعد من المولدات”.
وتتجنب ياسمين فتح الأبواب أو الشبابيك لتهوية البيت، بسبب دخول الدخان الملوث إليه حيث يتعرض أطفالها إلى نوبات الربو ويزداد وضعهم سوءاً.
وتضيف: “في البداية لم يكن عدد المولدات كما هو الآن، يوجد في وقت الحالي قرابة ثلاثين مولدة موضوعة في صف واحد”، وتقول بلهجتها العامية: “كل مرة يجيبوا مولدة ويحطوها هون”.
تعليم على أصوات المولدة
يشتكي طلاب ومعلمين المدارس المجاورة لتلك المولدات من الضجيج والدخان الذي يسبب لهم عرقلة أثناء عملية التعليم.
وتقول نور عبدالله، وهي معلمة في الثانوية المهنية والتي تقع على شارع المولدات: “المدرسة تعاني جداً من مشكلة ضجيج المولدات والتي تعيق سير العملية التعليمية بالنسبة للطلاب”.
وتشير عبدالله، لنورث برس، إلى أنه بالرغم من محاولتهم مناقشة هذا الأمر مع أصحاب المولدات لكن دون أي نتيجة، “ما حدا سمع إلنا ولا حل المشكلة”.
وتضيف: “أثناء بدء الدرس يشتكي الطلاب من عدم سماعهم أصواتنا أثناء الشرح، نتيجة الضجيج العالي لأصوات المولدات”.
وتذكر المعلمة أنهم مجبرون “على تحمل حر الصيف وإغلاق الأبواب والنوافذ لنغطي على أصوات المولدات، لكن هذا الحل أيضاً لا يعتبر حلاً للمشكلة”.
وتقول نورهان يوسف وهي معلمة أيضاً بالثانوية، أنهم يعانون طول فترة العام الدراسي من مشكلة ضجيج المولدات الذي يكون بجانب مدرستهم.
وتضيف، لنورث برس: “أثناء بدء السنة الدراسية كل عام، تبدأ أيضاً معاناتنا مع أصوات المولدات التي تكون بجوار حائط المدرسة”.
وتطالب يوسف رفقة معلمي المدرسة أصحاب المولدات والجهات المعنية بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة، ووضع المولدات بمكان آخر بعيد عن المدارس لتسهيل عملية التعليمة لدى الطلاب.
لا حلول جذرية
يقول خالد جمعة، إداري بلجنة المولدات ببلدية القامشلي، إن هناك شكاوي عديدة بخصوص مولدات التي تعمل بنظام 24 ساعة الموجودة بحي السياحي.
ويضيف لنورث برس، إن أغلب الشكاوي تتمحور حول الضجيج الدائم بذلك الحي والدخان المتصاعد والمنتشر من تلك المولدات.
ويشير إلى أنه “منذ قرابة شهرين قمنا بتحذير أصحاب تلك المولدات بوضع كاتم للصوت للمولدة لا يقل طول الكاتم عن 10 أمتار، بالإضافة إلى إنشاء جدار عازل للمولدة والشارع لمنع وصول الأصوات والدخان إلى سكان الحي”، مبيناً أنه من المقرر الانتهاء منها خلال أيام.
ويذكر السؤول أنه يوجد في ذلك الشارع قرابة 30 مولدة، وتعمل بنظام 24 ساعة، مشيراً إلى أنه يتلقون شكاوى متكررة منها، نتيجة الضجيج والدخان.