سكان قرية بريف الحسكة يشتكون تراكم القمامة منذ أكثر من عام

سامر ياسين – الدرباسية

عند وصول أي شخص إلى مشارف مدينة الدرباسية من جهة الجنوب، يتفاجأ بتلال من القمامة والأكياس والأوساخ متجمعة على قارعة الطريق الذي يصل مدينتي الحسكة بالدرباسية، قبل دخوله مدينة الدرباسية بمسافة لا تتجاوز الكيلومتر.

سكان قرية كربتلي المحاذية لمدينة الدرباسية من جهة الجنوب، والتي تبعد عنها 1 كم فقط، يشتكون من تجمّع القمامة بكثرة في القرية ومداخلها، ويرون بأنه منظر غير حضاري، إلى جانب الأمراض والرائحة الكريهة وانتشار الحشرات التي انتشرت بسبب هذه القمامة.

بتنا نشعر بالخجل

تقول مها معيش، من سكان قرية كربتلي، لنورث برس، إن هذه المشكلة مستمرة منذ أكثر من عام، وتواجد القمامة بات يشعرهم بالخجل الكبير عند استقبالهم زوار أو ضيوف في المنزل أو القرية.

وتضيف: “القرية ممتلئة بالأوساخ والأكياس والقمامة، نخجل كثيراً عندما يزورنا أحد في المنزل، والجميع يقول ألا يوجد أحد يرحّل هذه القمامة من هنا”.

وتذكر معيش أنه “منذ أكثر من عام لم يتم ترحيل القمامة من هنا، هل هذا مظهر مناسب للقرية، بتنا نشعر بالخجل، وعند هبوب الرياح تبدأ الأوساخ بالدخول إلى منازلنا”.

وتشتكي معيش من انتشار الذباب والحشرات بشكل كبير في القرية، إلى جانب الرائحة الكريهة المنتشرة في القرية، والذي اعتبرته التأثير الأكبر من تجمع القمامة في القرية، وفق تعبيرها.

انتشار الأفاعي والعقارب والحشرات

تصف ليلى محمد، من سكان قرية كربتلي، شكل القرية في الوقت الحالي على أن في كل زاوية منها تنتشر تلة من القمامة، بسبب عدم وجود مكان محدد لرمي الأوساخ فيه، وطلبت تصوير هذه القمامة ونقلها على وسائل التواصل الاجتماعي ليراها الجميع.

وتقول، لنورث برس: “لقد انتشرت الرائحة الكريهة والحشرات والأفاعي والعقارب بسبب القمامة في كل القرية، وهناك المئات من السكان يقطنون هذه القرية، لذلك يجب على البلدية تنظيفها بشكل مستمر، على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، فهذا من حقنا، نحن في قريتنا ونريد النظافة”.

وتضيف: “الحجة المستمرة للبلدية هي عدم توفر المازوت أو أن الآليات الخاصة بالنظافة معطّلة، ولكن أنا أرى بعيني جميع الآليات على رأس عملها وتقوم بتنظيف بلدة الدرباسية بشكل يومي، ولكن نحن في القرية منسيون ولا أحد يدافع عن حقنا، بالرغم من المحاولات المستمرة من الكومين لحل المشكلة ولكن دون جدوى”.

مطالبات دون رد أو حل

وبين علاء ميرزو، أحد سكان القرية، استيائه الكبير من إهمال البلدية والجهات المعنية لموضوع النظافة في قريته، حيث أكّد بأنهم قدموا العشرات من الطلبات للبلدية لوضع حلول للقرية ولكن دون رد حتى الآن.

ويشير، لنورث برس، إلى أنه “بالرغم من قدوم أكثر من وسيلة إعلامية للقرية وتقديم طلبات مستمرة من قبل سكان القرية للبلدية لوضع حل للمشكلة ولكن لا أحد يرد على طلباتنا ولا يعلم بوجودنا أصلاً، لذلك نطالب بوضع حل لهذه المعضلة”.

ويردف ميرزو في حديثه: “نحن نملك محلات لبيع الخضروات والفروج في القرية، وأقوم أنا بشكل يومي بجمع القمامة ورميها في أماكن بعيدة عن القرية بواسطة سيارتي الخاصة”.

ويضيف: “ولكن الذين لا يملكون سيارة لا يستطيعون ترحيل قمامتهم، فيقومون برميها بالقرب من النهر أو طريق القرية، بالتالي هذا الشيء يؤثر على الأطفال عبر انتشار الحشرات والجراثيم والأدوات الحادة الخطيرة الموجودة في القمامة”.

سكان القرية “غير متعاونين”

من جهته أرجع المسؤول في قسم البيئة ببلدية الدرباسية، زيدان نوح، سبب استمرار تراكم القمامة والأوساخ في قرية كربتلي إلى أنهم طالبوا الكومين في القرية مراراً وتكراراً لعقد اجتماع لسكان القرية بحضور البلدية ولكن سكان القرية “غير متعاونين” وحتى الآن لا استجابة لهذا الطلب، حسب قوله.

ويشير نوح إلى أن السبب الأول لانتشار القمامة في قرية كربتلي في الآونة الأخيرة هو تواجد الحيوانات والمواشي في القرية، موضحاً أن “العمل الأساسي للبلدية هو رمي القمامة اليومية وليس روث وأوساخ الحيوانات، وخاصة أن المنطقة قروية والجميع فيها يربي المواشي، والبلدية وحدها لا تستطيع تنظيف كل القرى بهذه الطريقة”، حسب تعبيره.

ويضيف: “الحل الوحيد لمشكلة قرية كربتلي، هو بناء حفرة لجمع القمامة بها، لا سيما أن الآليات لا تستطيع التحرك داخل القرية، وذلك عبر اقتراحات الكومين وسكان القرية لتحديد مكان لبناء حفرتين واحدة منهم خاصة بروث المواشي والأخرى للقمامة اليومية”.

ويبين أنه “بطبيعة الحال القمامة اليومية في القرى قليلة وليست كالقمامة التي تتشكل بسبب الحيوانات”.

ويذكر المسؤول في قسم البيئة في بلدية الدرباسية أن قرية كربتلي لا يوجد فيها شوارع لدخول سيارة النظافة إليها، سوى الشارع الرئيسي الذي يدور حول أطراف القرية الذي تستطيع السيارة المرور به.

ويبين نوح أنهم لا يملكون سوى ثلاث سيارات لتنظيف بلدة الدرباسية وثلاث قرى مرتبطة بها وهي قرى: “تل أيلول وجطل وكربتلي)، مما يجبر هذه السيارات على التحرك في أوقات غير مناسبة كفترة بعد الظهيرة، لتغطية النقص الموجود في آليات البلدية.

تحرير: محمد القاضي