فتاح عيسى – كوباني
أقدمت امرأة متزوجة تبلغ من العمر 24 عاماً على الانتحار في كوباني، شمالي سوريا، يوم 3 أيلول/سبتمبر، ليصل عدد حالات الانتحار إلى 12 حالة، بالإضافة إلى محاولة 13 امرأة أخرى الانتحار منذ بداية العام الجاري، وفقاً لإحصائيات هيئة المرأة.
يشير سكان في المدينة قابلتهم نورث برس إلى زيادة حالات الانتحار مؤخراً بشكل ملحوظ وضرورة محاربة ذلك.
ما الذي يدفعهن لإنهاء حياتهن؟
تعتبر روجهلات حسن (30 عاماً)، وهي من سكان كوباني، أن الزواج المبكر من أبرز الأسباب.
وتقول “الفتاة حتى إذا بلغت 18 عاماً، ليست مستعدة لتحمل أعباء الحياة الزوجية بما فيها مسؤولية الأطفال وضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية”.
وتضيف حسن أن الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يواجهن صعوبة في التأقلم مع مسؤوليات الزواج، وتختلف حياتهن جذرياً عما كانت عليه قبل الزواج.
وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً في زيادة معدلات الانتحار، إذ تقارن الفتيات حياتهن بحياة أقربائهن أو أصدقائهن ممن هاجرن إلى أوروبا حيث ينشرن صور تظهر طبيعة ومباني جميلة، بحسب رأيها.
وتشدد حسن على ضرورة التمرد الإيجابي ووجوب أن تجد النساء حلولاً بديلة للخروج من حلقات الضغط، دون اللجوء إلى الانتحار.
وتوضح أن الانتحار هو انعكاس لفقدان الأمل والشعور بالوحدة والعزلة، وتؤكد ضرورة دعم العائلة والمجتمع للنساء في هذه المواقف.
الوعي المجتمعي والتدخل العاجل
من جانبها، تقول آهين عثمان، وهي مرشدة اجتماعية في مركز الدعم النفسي، إن المركز يستقبل ما بين 40 و70 امرأة شهرياً يعانين من مشكلات اجتماعية واقتصادية ويواجهن العنف والتنمر.
وأشارت إلى أن الحرب في سوريا والتي امتدت لأكثر من 13 عاماً كان لها تأثير كبير على النساء والأطفال، مما زاد من عوامل اللجوء إلى الانتحار.
وكجزء من جهود مواجهة هذه الظاهرة، أعلن مركز الدعم النفسي عن حملة توعوية تتضمن توزيع استبيانات وبروشورات وزيارات ميدانية إلى المنازل والكومينات لزيادة الوعي في المنطقة.
وتشدد جيان درويش، وهي رئيسة هيئة المرأة في مقاطعة الفرات، أن المرأة تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب العادات والتقاليد، مما يجعل الانتحار يبدو كحل أمامها.
وتضيف “هناك حالات يتم فيها قتل المرأة والإعلان عن وفاتها كحالة انتحار لتجنب العقوبات”، بحسب وصفها.
وأشارت إلى ضرورة دعم المرأة بشكل يمنع إخفاء مشكلاتها داخل العائلة، حتى لا تتفاقم وتؤدي إلى تفكيرها في الانتحار كخيار أخير.