هل تشهد كوباني زيادة ساعات التغذية الكهربائية بعد تركيب العدادات الإلكترونية؟
فتاح عيسى – كوباني
يرى سكان كوباني أن تركيب العدادات الإلكترونية ساهم في زيادة ساعات وصول الكهرباء إلى منازلهم من جهة، وترشيد استهلاك الكهرباء من جهة ثانية، ولكن تكلفة ارتفعت مقارنة مع دخل السكان.
ومطلع شهر تموز/يوليو الفائت بدأ مكتب الطاقة في كوباني بتركيب العدادات الإلكترونية وقبلها باشر نفس المكتب في الرقة والطبقة بالتركيب، وحُدّد سعر كيلو واط الساعي بسنت أميركي، لتحتسب فاتورة كل منزل بناءً على حجم الاستهلاك.
ويتم تعبئة الساعات الإلكترونية برصيد حده الأدنى 50 ألف ليرة سورية للمشتركين، ويستطيع المشترك إعادة تعبئة الرصيد فور انتهاء رصيده.
ويقول محمد حسو (60 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، لنورث برس، إن الكهرباء كانت تصلهم بمعدل يتراوح بين ثماني وعشر ساعات يومياً، قبل تركيب العدادات الإلكترونية، بكلفة ألفي ليرة سورية فقط شهرياً.
ويضيف حسو أنه كان هناك هدر للطاقة الكهربائية، حيث كانت الأنوار مضاءة بالشوارع والبيوت في النهار ولم يكن هناك اهتمام بإطفائها من قبل السكان لأن فاتورة الكهرباء ثابتة.
ترشيد
يذكر حسو أن السكان الذين ركبوا العدادات الإلكترونية في منازلهم، يقومون بتشغيل الإضاءة التي يحتاجونها فقط وهو ما يساهم في تخفيض وترشيد استهلاك الكهرباء، كون تشغيلها يؤدي إلى ارتفاع تكلفة فاتورة الكهرباء بموجب نظام العدادات الإلكترونية.
ويقول حسو إن التكلفة الوسطية لفاتورة الكهرباء وفق نظام العداد الإلكترونية خلال شهر واحد تصل إلى خمسين ألف ليرة سورية، فالتكلفة تعادل ثمن جرة غاز، مضيفاً إنه “أمر جيد، لأن الكهرباء تصلهم ليلاً ونهاراً”.
ويضيف حسو أن السكان كانوا يتخوفون في البداية من ارتفاع تكلفة الكهرباء وفق نظام العدادات الإلكترونية، في ظل تردي وضعهم الاقتصادي.
ويشير حسو إلى أن رواتب الموظفين تعتبر متدنية، وأن نسبة تتراوح بين 5 وإلى 7% من رواتبهم سيدفعونها لفواتير الكهرباء، فالرواتب تعتبر قليلة ولا توجد فرص عمل في المنطقة.
ويذكر حسو أنهم لا يشغلون سخان الحمام أكثر من نصف ساعة، ويحاولون توفير الاستهلاك قدر الإمكان، ويطفؤون الأضواء التي لا يحتاجونها.
ويتم تغذية أحياء كوباني التي تم تركيب العدادات الإلكترونية فيها بمعدل يتراوح بين 20 إلى 24 ساعة يومياً، ولكن الأحياء التي لم يتم تركيب العدادات الإلكترونية فيها يتم تغذيتها بمعدل ثماني ساعات أو أقل يومياً.
تكلفة
بدوره يقول سمير إبراهيم (47 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إن وضع الكهرباء حالياً أفضل من السابق، فالكهرباء تصل إلى حيهم من ساعات الصباح حتى الساعة 12 ليلاً، وهو أفضل بكثير من السابق.
ويضيف إبراهيم أن المشكلة في تكلفة الاستهلاك بالنسبة للسكان، لأن أغلبهم موظفين أو عاملين، حيث أن أقل مبلغ للتعبئة في العداد يصل إلى خمسين ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ يدفعه كل شهر إذا قام بتشغيل البراد والتلفزيون والإضاءة ومراوح التبريد فقط.
ويشير إبراهيم إلى أن من لديهم أجهزة الطاقة الشمسية يقومون بتوفير استهلاك الكهرباء، حيث يعتمدون في النهار على الطاقة الشمسية ولا يستخدمون الكهرباء إلا في ساعات المساء.
ويرى إبراهيم أن وضع الكهرباء تحسن كثيراً، ولكنه يطالب الإدارة بمساعدة السكان من أجل تخفيض الفواتير التي يعتبرها مرتفعة مقارنة مع دخل السكان.
ويشير إبراهيم إلى أن السكان استغربوا من ارتفاع نسبة التكلفة، ففي السابق كانوا يدفعون ألفي ليرة شهرياً بينما حالياً يدفعون خمسين ألف ليرة، لافتاً إلى أن الفارق يعتبر كبيراً.
ويذكر إبراهيم أن فصل الشتاء قادم وعدم توفر مادة المازوت باستثناء كمية مخصصة للتدفئة، واضطرار السكان لتشغيل الحمامات والاقتصاد في استهلاك المازوت، سيدفعهم لتشغيل تسخين المياه على الكهرباء وهو ما سيكلفهم أعباء مالية إضافية.
ويضيف إبراهيم أن سكان المنطقة يعانون أصلاً من صعوبات اقتصادية ولا يستطيعون تحمل التكلفة الباهظة لفواتير الكهرباء، وبالتالي يجب مراعاة وضع سكان المنطقة وتخفيض نسبة من تكلفة الكهرباء.