محللون: اتهامات لافروف للإدارة الذاتية “تصعيد” لصالح دمشق

غرفة الأخبار – نورث برس

حاولت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من إبقاء علاقات جيدة مع روسيا، التي تتواجد على الساحة السورية، والتي تعتبر ضامن لوقف إطلاق النار الموقع 2019 عقب اجتياح تركيا وفصائل المعارضة المسلحة شمالي البلاد.

ومطلع تموز/ يوليو 2021، ألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إمكانية إقامة حكم ذاتي في شرقي الفرات، ودعا الإدارة الذاتية إلى استئناف المفاوضات مع حكومة دمشق.

ومنذ تأسيسها تسعى الإدارة الذاتية إلى التحاور مع دمشق إلا أن محاولاتها في كل مرة تبوء بالفشل بسبب ما تصفه بأنه “تعنت النظام”، والذي يكيل الاتهامات للإدارة الذاتية بمحاولة “الانفصال” وهو ما تنفيه الإدارة الذاتية.

وقال لافروف في نهاية آب/ أغسطس الفائت، قال في لقاء على قناة “روسيا اليوم”، إنه على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية “إدراك أن مستقبلهم يكمن في وحدة البلاد، وليس في الاعتماد على الحماية الأميركية”.

ويرى محللون أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي، وتحذيراته للإدارة الذاتية و”قسد” من مصير مشابه لمصير القوى الأفغانية التي وثقت بواشنطن، تندرج في إطار “الحرب النفسية والضغط على الإدارة الذاتية”.

يتهم لافروف في تصريحاته الجانب الأميركي بإفشال جولات حوار جرت بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق.

حرب نفسية

يقول المحلل السياسي والمعارض السوري، عصام زيتون، إن “تصريحات وزير الخارجية الروسي الأخيرة تندرج في إطار الحرب النفسية والضغط على الإدارة الذاتية للقبول بتسوية، هدفها الأساسي العودة إلى حكم  البعث”.

ويُضيف زيتون، المقيم في ألمانيا لنورث برس، أن “ما تسعى إليه روسيا لن يتم قبوله من الإدارة الذاتية ومن أي سوري آخر”، مشيراً إلى أن “مشروع الإدارة الذاتية يشكل نموذجاً ناجحاً لسوريا المستقبل المختلفة تماماً عن نظام الأسد وحكم تنظيم القاعدة في إدلب”، على حد قوله.

ويرى أن ما قاله لافروف يندرج في سياق “حق يُراد به باطل”، مشيراً إلى أن هناك تخاذل أميركي تجاه جميع حلفاءها التقليديين في الشرق الأوسط، “لكن يبقى الجحيم الأميركي أفضل من جنة الروس، الذين أصروا على بقاء النظام السوري دون إجراء أي إصلاحات”، على حد قوله.

وتقود روسيا في الوقت الحالي جهوداً لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.

تصريحات غير مقبولة

في المقابل، قالت الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في لقاء مع قناة “الحدث” عقب تصريحات لافروف، إن “اتهام الكرد في سوريا بالخضوع للقرارات الأميركية، غير مقبول”.

وأضافت: “نحن  نعتمد على قواتنا، وعلاقتنا مع واشنطن تقتصر على مكافحة الإرهاب”.

وفي تموز/ يوليو الماضي، قال الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية، إن قواته تضم أكثر من 100 ألف مقاتل في صفوفها، وتمتلك وتستخدم أحدث أنواع التقنية العسكرية”، مضيفاً أن “قسد” عملت دائماً من أجل وحدة الجغرافيا السورية ومنع تقسيمها.

ولفتت القيادية في الإدارة الذاتية إلى أن “دمشق تبحث عن الحوار مع تركيا وترفضه معنا، والروس يعلمون تماماً بنوايانا في شمال شرق سوريا”.

وأشارت أحمد إلى أن خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي السورية مرتبط بحل سياسي شامل في البلاد.

ويرى ديميتري بريجع، وهو محلل سياسي وصحفي روسي، أن ما قاله لافروف بشأن الإدارة الذاتية، “مرتبط بالوضع المتغير في سوريا وسعي موسكو لإعادة العلاقات بين انقرة ودمشق”.

ويقول لنورث برس: إن “موسكو تقوم الآن بالعمل على إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وترى روسيا أن قوات سوريا الديمقراطية أصبحت مشروعاً أميركياً”، وفق تعبيره.

ويضيف أن الجانب الروسي يطالب من كافة القوى الأجنبية الخروج من سوريا بما فيهم القوات التركية، ويعتقد أن “روسيا تعمل على تغيير الوضع في سوريا وإيجاد حل للأزمة السورية”.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة