أحمد كنعان – دمشق
تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة جعلت تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان أمراً بالغ الصعوبة، ومع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد قلق السوريين بشأن تحضير المونة الشتوية التقليدية التي اعتادوا عليها، مثل المكدوس ورب البندورة وتفريز البازلاء والفول.
وخلال استطلاع لنورث برس أشار سكان العاصمة دمشق إلى ترددهم في تجهيز المونة لهذا العام بسبب ارتفاع أسعار وقلة الدخل الفردي.
ترف باهظ الثمن
ويقول أحمد، صاحب محل في سوق مدحت باشا، إن “هذا العام، قررت عدم صنع المونة بسبب ضعف التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الخضار بشكل غير مسبوق. فكيلو البندورة يصل إلى 8000 ليرة سورية، وسعر كيلو البازلاء والفول تجاوز عشرة آلاف ليرة. من غير المنطقي التحضير للمونة في ظل هذه الظروف.”
أما بالنسبة للمكدوس، الذي كان يعتبر من الأطعمة الشعبية، فقد تحول إلى ترف بسبب ارتفاع أسعار مكوناته.
ويضيف أحمد: “المكدوس كان أكلة الفقراء، لكنه الآن أصبح طعاماً للأمراء. الجوز سعره مرتفع جداً، والغاز غير متوفر، وليتر زيت الزيتون وصل سعره إلى 150 ألف ليرة سورية. مع هذه الأسعار، من الصعب جداً تحضيرها.”
تراجع الإقبال
يشير طلال، بائع زيتون من باب السريجة، إلى أن الطلب على المواد الغذائية تراجع هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة.
ويقول: “العام الماضي، كان الناس يشترون 2 إلى 3 كيلوغرامات من الزيتون، لكن هذا العام ارتفعت الأسعار بنسبة 40%. الآن، يشتري الناس نصف كيلو بسعر كيلو العام الماضي.”
أما أبو بشار القباني، من دمشق القديمة، يوضح أن ارتفاع الأسعار أثر على كمية المونة التي أعدها هذا العام.
ويقول: “قمنا بتحضير كمية أقل من الزيتون والجبنة والمكدوس. الكلفة ارتفعت بشكل كبير، والعائلة أصبحت أصغر بعد زواج أبنائي، ولكن حتى مع هذا، تبقى التكاليف باهظة.”
ومن جانبها تعبر شيرين خليل عن استيائها من الأوضاع الاقتصادية قائلة: “الوضع المالي صعب للغاية، وأصبح من الضروري أن يعمل كل فرد في الأسرة لتأمين احتياجات المنزل. التكاليف المرتفعة تجعل من الصعب تلبية جميع الاحتياجات، خاصة إذا كان هناك أطفال”.