سيوار حمو – عفرين
تواجه مدينة عفرين، التي يشكل الكرد الغالبية العظمى من سكانها، موجة من الأتاوات المفروضة من قبل الفصائل المعارضة الموالية لتركيا، وعلى رأسها فصيل “فرقة سليمان شاه” أو المعروف باسم “العمشات” بقيادة “أبو عمشة”. تبرز هذه الأتاوات كواحدة من أبرز سمات مواسم القطف في المنطقة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.
يشتكي سكان القرى في ناحيتي معبطلي وشيخ الحديد من الأتاوات التي تُفرض بشكل عشوائي، والتي لا تستثني حتى من لا يمتلكون أراضٍ زراعية.
فبحسب شهادة أحد القرويين، يُدعى (ك ش)، يُفرض على كل مزارع دفع 3.5 دولار أمريكي عن كل شجرة زيتون، سواء كانت ملكاً أو وراثة.
ولا تقتصر الأتاوات على ذلك؛ إذ يُجبَر الفلاحون على استخدام معاصر محددة حيث يُخصم بين 5 إلى 10% من إنتاج الزيت لصالح الفصيل، ويتم تعيين عناصر تابعة للفصيل للإشراف على هذه العمليات.
أما في موسم السماق، فالأتاوات لا تقل قسوة، حيث يُلزم كل مالك لأشجار السماق بدفع 50 دولاراً عن كل موسم، بالإضافة إلى فرض 500 ليرة تركية على كل شجرة جوز. وتشمل هذه الممارسات حتى رسوم على كساح أشجار الزيتون.
بحسب مصادر خاصة من داخل مدينة عفرين، فرض الفصيل اتاوة إضافية على كل عبوة زيت زيتون تزن 16 كيلوغراماً، حيث يتم اقتطاع 2.5 كيلوغرام منها لصالح الفصيل مباشرة من المعصرة. هذا بالإضافة إلى فرض 5000 دولار أمريكي كضريبة موسمية على كل معصرة.
وفي تصعيد جديد، تم فرض أتاوة بقيمة 100 دولار على كل منزل يقع في مناطق سيطرة الفصيل، حيث يتم جمعها من خلال المخاتير وتسليمها للمكاتب الأمنية التابعة للفصيل.
وتتضاعف معاناة السكان العائدين إلى قراهم من مناطق أخرى مثل حلب والشهباء، إذ يُطلب منهم دفع مبالغ تتراوح بين 2000 و2500 دولار أمريكي للسماح لهم بالدخول، بالإضافة إلى أتاوات لاسترجاع ممتلكاتهم المسلوبة.
في ظل هذه الظروف القاسية، يشعر سكان نواحي معبطلي وعفرين بالعجز عن تقديم الشكاوى أو رفض دفع الأتاوات، خوفاً من التعرض للعقاب أو الانتقام. ومع غياب أجهزة قضائية مستقلة، تبقى هذه الممارسات جزءاً من الواقع اليومي لسكان المنطقة.