مصدرٌ مقربٌ من “أنصار التوحيد” ينفي إرسال عناصر إلى شرق الفرات
إدلب – أوس الشامي – NPA
نفى فصيلٌ من جماعة "أنصار التوحيد" إرسال أيّ عناصر إلى شرق الفرات للانضمام إلى "الجيش الوطني" المدعوم من قبل تركيا والمشاركة بالعملية التركية على المنطقة.
ونفت مصادرٌ عسكريةٌ مقربةٌ من جماعة "أنصار التوحيد" لـ"نورث برس" إرسال عناصر للمشاركة في معارك شرق الفرات، معتبرين كل هذه الإشاعات كذب وافتراء.
وأكّدت تلك المصادر أنّهم ضدّ معارك شرق الفرات التي تهدف لحماية القومية التركية ومصالحها في المنطقة، وأنّ "لا ناقة ولا جمل لهم بها".
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت يوم أمس عن مصادر محليةٍ في ريف إدلب أنّ ما يقارب /160/ مسلّحاً يتبعون لفصيل "أنصار التوحيد" انتقلوا من منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي باتجاه الحدود التركية، ومنها إلى منطقة رأس العين بريف الحسكة، للمشاركة في الأعمال القتالية إلى جانب الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني" الموالية له.
تشكيل الجماعة
تشكّلت جماعة "أنصار التوحيد" من بقايا تنظيم "جند الأقصى" الذي قامت "هيئة تحرير الشام" بتفكيكه مطلع عام 2017، وخروج قسمٍ كبيرٍ منهم إلى الرقة عقب اتفاقٍ أبرمه "جند الأقصى" مع "هيئة تحرير الشام" يقضي بخروج التنظيم إلى الرقة بكامل عتاده، بعد أن كان يتخذ من مدينة مورك بريف حماة الشمالي معقلاً رئيسياً له.
في حين قام عناصر "جند الأقصى" الذين رفضوا الخروج إلى الرقة وأعلنوا انضمامهم للهيئة لفترةٍ قصيرةٍ، ليعلنوا بعدها عن تشكيل "أنصار التوحيد" التي واجهت مصاعب كبيرةً في البداية بسبب ملاحقتهم من قبل الهيئة وفصائل أخرى من المعارضة، إذ أُتهموا بأنهم خلايا نائمة "لتنظيم الدولة".
واتخذت جماعة "أنصار التوحيد" من مدينة سرمين شرقي إدلب معقلاً أساسياً لها، بقيادة "خالد خطاب" القيادي السابق في "جند الأقصى"، ومعظم عناصر الجماعة هم من الجنسية السورية.
ومع اندلاع معارك شرق السكة أواخر 2017 التي استغلها قادة "الأنصار" ليثبتوا وجودهم في الساحة وأمام الحاضنة الشعبية، إذ بدأوا بمساندة فصائل المعارضة وبالتنسيق مع الحزب الإسلامي التركستاني وعددٍ من الجماعات الإسلامية الأخرى كـ"حراس الدين" و"أنصار الإسلام" المقرّبة من القاعدة.
علاقتهم بتنظيم الدولة
ويقوم موقفهم من فصائل "الجيش الحر" أنّها فصائلٌ مقاتلةٌ منحرفةٌ عن المنهج، وأما "هيئة تحرير الشام" فهم مجاهدون وأخوة في الجهاد، رغم التوتر والاختلاف بينهم.
وفي آب/أغسطس 2018، شكّلوا مع تنظيم "حراس الدين"، غرفة عمليات "حلف نصرة الإسلام"، التي ركّزت عملها بشكلٍ أساسيٍ في ريف اللاذقية الشمالي والريف الغربي لحماة.
ورفضت هذه الفصائل اتفاق "سوتشي" الموقّع بين تركيا وروسيا في شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي، الذي ينص على إقامة منطقةٍ منزوعة السلاح بين مناطق الحكومة والمعارضة في إدلب، وسحب السلاح الثقيل من المنطقة.
ونوّهت مصادرٌ مقربةٌ منها أنّ جماعة "أنصار التوحيد" على خلافٍ مع "تنظيم الدولة"، فيما يعتبر التنظيم عناصر الأنصار "صحوات" ويكفرونهم.
وكانت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وجّهت ضربةً جويةً موجعةً في 31 آب/ أغسطس من العام الحالي، والتي استهدفت مقراً للأنصار بالقرب من مدينة إدلب، وأسفرت عن مقتل نحو /50/ عنصراً وإصابة العشرات.