عمر عبد الرحمن – دير الزور
في ظل الحرب والدمار التي شهدتها منطقة دير الزور الشرقية، يعاني شبان من دير الزور من انعدام فرص العمل وتفشي البطالة. فبعد سنوات من الصراع، يجد الآلاف من الشباب أنفسهم عاطلين عن العمل، رغم امتلاكهم للمهارات والكفاءات اللازمة.
يحكي أحمد العلي، البالغ من العمر 28 عاما، لنورث برس عن تجربته قائلاً: “بعد تخرجي من الجامعة بتخصص إدارة الأعمال، أمضيت شهورا في البحث عن وظيفة تلائم تخصصي وتتيح لي كسب العيش وتطوير مهاراتي العملية”.
ورغم كونه خريجا حديثا، واجه أحمد تحديات كبيرة بسبب قلة الفرص المتاحة والمنافسة الشديدة في السوقين الحكومي والخاص.
ويشير أحمد إلى أنه، بعد استيعاب ندرة فرص العمل التقليدية، قرر الانضمام إلى دورة تدريبية في التسويق الرقمي لاكتساب مهارات جديدة. وبالرغم من حصوله على شهادات معترف بها دوليا، لم ينجح حتى الآن في العثور على وظيفة في هذا المجال.
“قلة الفرص في المنطقة وافتقاري للمال اللازم للهجرة للبحث عن عمل في الخارج جعلني أشعر بالإحباط واليأس”. يضيف أحمد.
ويضيف، تعود أسباب ذلك إلى عدم توفر الفرص في مناطق سكني، بالإضافة إلى عدم امتلاكي المال الكافي للهجرة والبحث عن عمل في دول أخرى. ومع استمرار محاولاتي المتكررة للعثور على فرصة عمل، بدأت أشعر بالإحباط واليأس.
ويناشد أحمد المنظمات الدولية والجهات المختصة بتقديم الدعم، مؤكداً أن توفير فرص العمل للشباب يُعد استثمارا في مستقبل المجتمع، حيث يمكن للشباب أن يكونوا جزءا فاعلا ومؤثرا إذا أتيحت لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم والعيش بكرامة.
منصور السليم، شاب آخر من بلدة الصعوة غرب دير الزور، يتحدث عن تجربته قائلاً: “بدأت العمل في البناء منذ أن كنت في الثامنة عشرة، مستفيدا من خبرة والدي في هذا المجال. ولكن بسبب الظروف الاقتصادية المتردية والحروب، توقف العمل في قطاع البناء تقريبا، مما دفعني إلى تغيير مساري المهني”.
ويتابع منصور قائلا إنه التحق بدورة تدريبية لتعلم البرمجة الإلكترونية، حيث تميز كأحد الطلاب البارزين. ومع ذلك، ورغم محاولاته الحثيثة للعثور على عمل، وجد صعوبة بالغة في الحصول على وظيفة تناسب مهاراته الجديدة.
ويشير إلى أن حالته ليست فريدة، فالكثير من شباب المنطقة يواجهون نفس التحديات، حيث يلتحقون بالدورات التدريبية أو يكملون تعليمهم، لكنهم يصطدمون بواقع نقص فرص العمل.
يختتم منصور حديثه بدعوة الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لفتح مجالات الاستثمار وإقامة مشاريع جديدة في المنطقة، معربا عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين.
من جهة أخرى، يوضح محمد العواد، مدير منظمة محلية في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، أن المنظمة قامت بعدة جولات ميدانية لتقييم أوضاع الشباب في المنطقة. “وجدنا أن الغالبية العظمى من الشباب عاطلون عن العمل، إما لعدم امتلاكهم مهارات كافية أو بسبب نقص الموارد المالية اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة”، يقول العواد.
وتقدم المنظمة دورات مجانية في مجالات متنوعة تشمل الإدارة المكتبية، التكنولوجيا الإلكترونية، المحاسبة، وغيرها. يتم تدريب حوالي 60 شابا في كل دورة، يتعلمون خلالها مهارات عملية ونظرية تساعدهم في الاندماج في سوق العمل ولكن دون توفر فرص عمل لهذه الاختصاصات.
ومع ذلك، يُشير العواد إلى أن العديد من المتدربين يجدون صعوبة في العثور على وظائف بعد انتهاء الدورات، ما يعكس الحاجة الماسة لمزيد من الدعم والاستثمار في المنطقة لتحقيق التنمية المستدامة.
يختتم العواد بالقول إن مشكلة البطالة بين الشباب في دير الزور تحتاج إلى تعاون جميع الجهات المعنية لوضع حلول فعالة تعزز من فرص العمل، وتساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المحافظة.