تغيرات مناخية وقلة الدعم.. الإنتاج الزراعي مهدد في الجزيرة السورية 

دلسوز يوسف – الحسكة

على أطراف مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا، يواجه عبدالعزيز محمد واقعا صعبا أمام حقله الذي كان مصدر رزقه. بسبب الجفاف والتقلبات المناخية، تدهور إنتاج الخضروات بشكل كبير، مما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين في المنطقة.

وتعتبر زراعة الخضروات مصدر رزق رئيسي لسكان الجزيرة السورية، حيث تلبي الحاجة المحلية وتساهم في خفض تكاليف المعيشة.

 إلا أن التحديات التي يواجهها المزارعون تتزايد يوماً بعد يوم، حيث قلة الدعم من المحروقات والأسمدة والبذور تعمق من معاناتهم. فضلاً عن ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه يؤثران سلبًا على المحاصيل.

عبدالعزيز محمد، الذي يزرع في حقله الباذنجان والفليفلة والبندورة على مساحة خمسة دونمات، يصف هذا الموسم بأنه “كارثي”.

 ويقول: “ندرة المازوت وارتفاع درجات الحرارة أديا إلى جفاف المحاصيل. البندورة جفت أوراقها، وانتهى محصول الخيار بعد القطفة الثانية، وحتى البامية والملوخية لم تسلم من هذه الظروف.”

 ويشير إلى أن إنتاج هذا العام لم يُغطِ تكاليف الإنتاج، بعد أن كان العام الماضي أفضل حالاً.

ودفعت هذه التحديات المزارعين لتقليص المساحات المزروعة أو حتى التخلي عن الزراعة. كما أدى انخفاض الإنتاج المحلي إلى زيادة الاعتماد على استيراد الخضروات من الخارج، مما تسبب في ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.

محمود خليف، مزارع آخر في قرية تل صخر، كان يزرع 20 دونما من الخضروات سنويا، لكنه الآن يقتصر على زراعة ثلاثة دونمات فقط.

يقول: “الحرارة والجفاف دفعاني إلى تركيب ألواح شمسية لسقاية المحصول، ولكن مع ذلك، كان الإنتاج ضعيفا ونوعية البذور كانت رديئة، مما زاد من التكاليف التي وصلت إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية.”

وأثناء المرور بحقول الخضروات الصغيرة في ريف الحسكة، يمكن ملاحظة الجفاف الذي يسيطر على النباتات، فيما تظهر ثمارها بالكاد معلقة على الأغصان.

ومع تدهور حالة الحقول، يواجه المزارعون صعوبة في إنتاج الخضروات. في بلدة تل تمر، يلاحظ محمد الخضر، بائع الخضار، التغيرات في السوق.

ويقول: “معظم الخضروات الآن مستوردة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها. البندورة المحلية كانت تباع بخمسة آلاف ليرة، والآن تتراوح بين سبعة وثمانية آلاف. هذا الارتفاع أثر على حركة البيع، حيث يفضل الزبائن السؤال عن الأسعار دون الشراء.”

ويعاني القطاع الزراعي في مناطق الإدارة الذاتية من تراجع كبير، حيث انخفض إنتاج جميع المحاصيل بسبب قلة الدعم، وخاصة المحروقات، وفقاً لمزارعين. كما يضطر المزارعون إلى شراء الأسمدة والبذور بأسعار مرتفعة وبالعملة الصعبة.

تحرير: تيسير محمد