حلب.. الأحياء الشرقية سوقٌ لتصريف اللحوم الفاسدة

آردو جويد – حلب

تعتبر الأحياء الشعبية في مدينة حلب من الأماكن الأكثر نشاطاً لتصريف اللحوم الفاسدة والمهربة وغير الصالحة للاستهلاك البشري، تحت عدة أسباب منها يروج أصحاب المحال أنها جيدة ولكن ضعف التبريد يغير من لون اللحم واستخدم الواح الثلج بديلاً عن وجود الطاقة الكهربائية.

ويقول عبد الحميد زلط (35 عاماً)، من سكان حي الشعار في الجهة الشرقية لمدينة حلب، شمالي سوريا، إن العديد من المناطق لا تخضع لرقابة صحية من قبل مديريات الحكومة إن كانت الصحية أو التموينية وأسواق اللحوم تعيش تفشياً لتهريب اللحوم ومنها الفاسدة دون أي رادع أخلاقي أو قانوني.

تهريب اللحوم

ويضيف الزلط، لنورث برس، أن ارتفاع أسعار اللحوم المحلية أصبح واضح بين أحياء المدينة كون كيلو اللحم في المناطق الشرقية أرخص من باقي المناطق ومعظم اللحوم البيضاء كـدجاج تذهب للشواء أو تفرم للبيع كوجبات جاهزة كاللحم بعجين أو عش البلبل وهي أطعمة تباع جاهزة للسكان.

وتختلف أسعار لحوم الفروج من مكان لآخر رغم تواجدهم ضمن الحي الواحد ويتراوح سعر كيلو الفخذ بين 30 إلى 40 ألف ليرة بين كامل ومشفى وكيلو الصدر بين 60 و70 ألف ليرة وكيلو الكباب 60 ألف ليرة، وسعر اللحم بعجين 30 ألف ليرة سورية.

ويشير زلط إلى أن الواقع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه السكان في الحي يذكرهم في أيام الحصار الذي فرضته القوات الحكومية على احياء كان يسيطر عليها مسلحو المعارضة مما دفعهم إلى استخدام لحوم بكافة أشكالها إن وجدت.

واليوم يعاني سكان الحي من نقص حاد في مصادر الدخل وعدم القدرة على شراء مواد إن كانت غذائية أو لحوماً ذات جودة عالية، وهذه إحدى الطرق لتسويق اللحوم الفاسدة وخيار لتحقيق أرباح سريعة للتجار.

غياب الرقابة

غياب الرقابة وقدرات الجهات الحكومية على مراقبة الأسواق ساهم في ارتفاع وزيادة نشاط التهريب وروجت الظروف الاجتماعية والأمنية المتدنية في مناطق سيطرة الحكومة السورية من تفشي تمرير أي مادة بالرشاوي ولو كانت على حساب صحة السكان.

ويصف محمد السالم، اسم مستعار لموظف مراقب صحي في مديرية الصحية بحلب، أن المدينة وريفها تعيش تحت رحمة التجار ومن يمرر لهم اللحوم المجمدة وهنا على مجلس المدينة والمسؤولين عن الصحة متابعة توفر اللحوم في الأسواق بأسعار أدنى من الأسعار المحلية.

ويقول، لنورث برس، أن سكان مدينة نبل ومحيطها في الريف الشمالي كانا من أكثر المتضررين من اللحوم الفاسدة في الرابع من الشهر الجاري بعد توجه فريق من المديرية لفحص المحلات المسؤولة عن الوجبات الجاهزة ووصول نحو 240 شخص بين رجال وأطفال ونساء إلى مشفى بلدة الزهراء ونقل آخرين إلى مشافي المدينة للعلاج إذ يعانون من آلام في المعدة نتيجة تسمم جماعي.

ويشير المراقب أن مديرية الصحة في المدينة قالت إن الإصابات كانت أكثر من مئة شخص دون تحديد العدد حتى انتهاء مجريات التحقيق الذي أغلق بعنوان “التشخيص الطبي هو تسمم غذائي ناتج عن تناول أغذية لا تستوفي شروط السلامة الصحية” بحسب مدير الصحة بحلب لوسائل إعلام محلية.

ويؤكد المراقب، لنورث برس، أن المديرية لا يمكنها ضبط المدينة وريفها التي تحتوي على ما يزيد عن خمسة الأف محل ومطعم لتقديم الوجبات الجاهزة والسريعة والسبب يعود لقلة الموظفين والأطباء البيطريين المختصين، إذ تضم المديرية نحو 30 موظف بين إداري ومراقب وطبيب والعدد غير كافي لتغطية أعمال المدينة، بحسب وصفه.

مصدر اللحوم

حصلت نورث برس، في العاشر من الشهر الجاري على معلومات تفيد بإدخال الفروج التركي إلى أسواق مدينة حلب، بالتنسيق بين أحد كبار تجار الدواجن وأمنية الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية.

ويقول عصام ماوردي، صاحب محل لبيع اللحوم في الاحياء الشرقية، إن الكثير من العروض تقدم له يومياً من تجار لبيع لحوم بيضاء وحمراء مجهولة المصدر.

ويكشف ماوردي لنورث برس، أن عمليات نشاط اللحوم المهربة أو الفاسدة تتم نتيجة ارتفاع الحرارة وعدم القدرة على التبريد الجيد والزمن للتخزين في أماكن تجميد اللحوم ضمن بيوت عربية ضمن سوق ارلق لبيع اللحوم.

ويذكر أن التجار يستخدمون هذه البيوت الفارغة لذبح المواشي أو لتجميع اللحوم ريثما يتم تسويقها في الأسواق من قبل أشخاص لهم ارتباطات مع جهات حكومية تسهل عملهم دون الوقوع في يد المراقبين الصحيين.

ويشير إلى أن معظم اللحوم المهربة تدخل عبر طرق التهريب من غرب المدينة وطرق الشحن عبر دارة عزة قادمةً من أرياف حلب، بحسب شهود من العاملين على تأمين اللحوم التركية وهم يعملون على تسويقها في الأرياف والمدينة في المناطق التي يستصعب على الرقابة الوصول إليها.

تحرير: محمد القاضي