نيران تلتهم النفايات في القامشلي..  سنوات من المعاناة دون حلول  

القامشلي – نورث برس

يضطر شواخ، مزارع من ريف القامشلي، إلى إغلاق نوافذ وأبواب منزله بقرية مزكفت كلما اشتعلت النيران في مكب النفايات القريب، خوفا على صحة ابنه المصاب بأمراض القلب.

ويشير المزارع في حديث لنورث برس إلى أنه أضطر  إلى حصار محصوله من القمح مبكرا هذا العام خشية من نشوب حريق قد يصل إلى أرضه نتيجة الحرائق المتكررة في مكب النفايات القريب.

ويبعد مكب النفايات عن القرية نحو 1 كم، بينما تصل الروائح المنبعثة جراء حرق النفايات لـ 8 قرى بالإضافة لبلدة تربه سبيه، مما يتسبب مشاكل صحية وبيئية خطيرة للسكان.

ويقول: “قبل لم يكن يوجد مكب النفايات لدينا في القرية , لكن منذ عدة سنوات أنشأ مكبا هنا, مضيفا بلهجته العامية: “الكل يكب زبالتو هون”.

 ويشير إلى أن الأراضي الزراعية المحيطة بالمكب تتضرر بشكل مستمر بسبب الحرائق الناتجة عن النفايات المتراكمة.

عبد خضر، أحد سكان القرية أيضا، يتحسر كيف تحولت القرية التي تحمل طابعاً سياحيا وتستقبل زوارا من مختلف المناطق، إلى مكباً للنفايات.

ويقترح أن تقوم البلدية بإنشاء حديقة بدلا من جلب النفايات للقرية.

يقول خضر: “لم نعد نتحمل رائحة الحريق واستنشاق الهواء المضر بنا وبأطفالنا”، مطالبا بنقل المكب إلى مكان آخر بعيد عن المناطق السكنية.

من جانبها، تقول نجاح القسو، الرئيسة المشتركة لبلدية تربسبيه، أنهم تلقوا عدة شكاوى من السكان، خاصة خلال فصل الصيف حيث تتفاقم الروائح الكريهة وتزداد الحرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

وتشير إلى أنهم يعانون من إرسال سيارات البلدية والإطفاء بشكل مستمر؛ “لقربه من الحدود السورية التركية خوفاً من استهدفها”.

 وأوضحت أنهم قاموا بإنشاء ساتر (حاجز من التراب) حول المكب لمنع وصول الحرائق إلى الأراضي المجاورة، بالإضافة إلى إرسال صهاريج المياه لإطفاء الحرائق.

ورغم تأكيد القسو على أن البلدية تدرس حاليا نقل المكب إلى مكان آخر بعيد عن المناطق السكنية، إلا أن “العقبات المالية وصعوبة الوصول إلى موقع بديل مناسب ما زالت تشكل تحديا كبيرا لتحقيق هذا الهدف”.

تحرير: تيسير محمد