العملة السورية.. عبء بلا قيمة في حقائب سكان وتجار بالقامشلي
نالين علي – القامشلي
يضطر أحمد لحمل كيس كبيرٍ معه من العملة السورية أثناء ذهابه لتحويلها للدولار الأميركي في مكاتب للصرافة في مدينة القامشلي, وذلك بسبب فقدان العملة السورية قيمتها بنسبة 99% مقارنة بفترة ما قبل الحرب السورية.
وأثناء تجولك في أسواق مدينة القامشلي يلفت انتباهك أحياناً مرور سيارات محملة بأكياس من العملة السورية, وفي كثيرٍ من الأحيان تشاهد رزم العملة السورية محملة على نقالات تنقل بين محلات الصرافة.
ومن جانب آخر تشاهد أشخاصا يخرجون من محلات الصرافة يحملون بأيديهم أكياساً سوداء بداخلها فئات نقدية من العملة السورية بسبب صعوبة وضع تلك الفئات في جيوبهم لحجمها الكبير.
باتت دون قيمة
يقول أحمد حسن، من سكان مدينة القامشلي, لنورث برس: “النقود السورية لم تعد لديها قيمة، نعطي ورقة نقدية من فئة المئة دولار، ونحصل مقابلها على كيس من العملة السورية”.
ويضيف بلهجته العامية: “الشغلة عويصة شوي، لذلك نفضل حمل الدولار على العملة السورية أثناء الذهاب إلى السوق وشراء حاجياتنا, وذلك يكون أخف بالنسبة لنا في حمله”.
ويوضح حسن أنه نتيجة لانخفاض قيمة الليرة، تشاهد سيارات محملة بالنقود وسط أسواق المدينة، بالإضافة إلى حمل السكان أكياس من النقود والتجول لشراء مستلزماتهم، وبلهجة ضاحكة يصف ذلك قائلاً: “كأنك حامل كيس بندورة بأيدك”.
بينما يقول آلان عثمان وهو صاحب محل في سوق القامشلي، السكان يطرون لحمل مبالغ كبيرة بحجمها أثناء التسوق لشراء حاجياتهم، وذلك نتيجة انخفاض الكبير لقيمة العملة.
“المصاري بالوزن”
يضيف عثمان، لنورث برس، أنه “نلجئ في أغلب الأحيان إلى وزن المبلغ على الميزان الالكتروني، في حال عدم توفر عداد النقود، والسبب هو لعدد الكبير من الأوراق النقدية التي لا يمكننا عدها بأيدينا لذلك نقوم بوزنها”.
ويشير إلى أنه أيضاً أصبحنا نعرف بأن 100 ألف ليرة سورية تساوي مئة غرام تقريبا، نقوم بهذه العملية الحسابية لمعرف المبلغ، وكما نعرف بأن جميع الأشياء أسعارها أصبحت مرتفعة لذلك يضطر أغلبية السكان لحمل مبالغ مضاعفة معهم أو اللجوء إلى التعامل بالدولار.
ومن جانبه يقول خالد شيخي، وهو صاحب محل صرافة بمدينة القامشلي: “يلجئ أغلب محلات التجارية والصرافة إلى وزن المبالغ المالية، وأنا اعتبر بأن هذا التصرف خاطئ”.
ويضيف لنورث برس: “لأن هناك أوراق نقدية تكون مقطوعة ومهترئة وأخرى يكون عليها شريط لاصق، لذلك الوزن أغلب الأحيان لا يكون دقيقاً”.
“بالدولار أسهل”
يقول شيخي أن أغلب السكان يلجؤون إلى التعامل بالدولار، “على حد اعتقادهم أنها أخف وأسهل لهم في عملية الشراء”.
ونتيجة انخفاض قيمة العملة السورية والسبب يعود إلى الانهيار الاقتصادي عندنا، نشاهد أغلب السوق والمحلات التجارية تتعامل بالدولار في عملية البيع والشراء، بحسب ما يقوله شيخي.
ويشير إلى أن أغلبية سكان المنطقة تعتمد على الحوالات الخارجية، لذلك نشاهد زحمة على محلات الحوالات والصرافة بالمدينة.
ويبين أن المحلات الصرف تضع اكياساً ضمن محلاتها, مشيراً إلى أنه “أثناء صرف الدولار تكون العملة السورية كبيرة حجماً، ويصعب على السكان وضعها في جيوبهم، لذلك وضعنا أكياساً لتسهيل حمل النقود”.
ويضيف: “نقوم بنقل المبالغ عن طريق السيارات لمكاتبنا، لان حجم العملة كبير جداً وليس باستطاعتنا حملها داخل الأسواق، فالكيس الواحد يوجد داخله ستة ملايين ليرة، والشخص لا يمكنه حمل هذا المبلغ والتجول في السوق لشراء احتياجاته”.