مطالبات بنقل الشعير بحرية ضمن مناطق الإدارة الذاتية

فتاح عيسى – كوباني

يطالب مزارعون وتجار ومالكو الشاحنات من الإدارة الذاتية السماح لهم ببيع محصول الشعير ونقله من كوباني إلى مدن منبج والرقة بسبب فرق السعر من جهة، وإضافة إلى أن كميات الشعير فائضة في كوباني عن حاجتها، بينما تحتاج المدن المذكورة إلى مثل هذه الكميات لاستخدامها كعلف للمواشي بالدرجة الأولى.

ويمنع نقل محصول الشعير من مقاطعة إلى أخرى، إلا بكتاب رسمي صادر عن هيئة الزراعة في شمال وشرق سوريا بحسب مسؤولين في هيئة الزراعة وشركة تطوير المجتمع الزراعي في مقاطعة الفرات.

سعر منخفض

ويقول فهد عبدو إيبي (51 عاماً)، وهو مزارع من قرية بير رمي بريف كوباني الغربي، لنورث برس، إنه زرع عشرة هكتارات من أرضه بمحصول الشعير ولم يبيعه حتى الآن بسبب انخفاض سعر الشراء من قبل التجار مقارنة بتكاليف الزراعة.

ويضيف إيبي أن كل هكتار من محصول الشعير أنتج هذا الموسم الزراعي فقط تسعة جوالات فقط، وأن تكاليف كل هكتار تضمن ثلاثة جوالات من البذار، و25 دولار كأجرة للحصادة و25 دولار لرش المبيدات العشبية، و25 دولار كأجور للفلاحة.

ويشير إيبي أنه يتم عرض سعر مائة وتسعين دولار لشراء طن الشعير في كوباني من قبل التجار ومالكي المواشي، بينما يصل السعر في منبج إلى 250 دولار للطن.

ويطالب إيبي الإدارة بفتح الطريق أمام تجارة الشعير إلى مدن منبج والرقة، كي يتم تعويض خسائر المزارعين في ظل تدني أسعار المحاصيل الراعية بشكل عام.

تخزين بانتظار ارتفاع الأسعار

يذكر إيبي أنه اشترى بذار الشعير مع بداية الموسم الزراعي بـسعر يتراوح بين 270 و280 دولاراً للطن الواحد بينما يتم عرض سعر 190 دولاراً فقط لشراء محصوله، الأمر الذي دفعه لتخزين المحصول ريثما يصل العرض إلى سعر يعوض تكاليف زراعته.

وبدوره يقول علي محو نبو (47 عاماً)، هو تاجر ومالك سيارة شاحنة تعمل على نقل المحاصيل الزراعية بين كوباني والمدن الأخرى، إنه يسمح لهم بنقل محاصيل زراعية مثل الكمون والكزبرة والعدس والجلبان، إلى مدينتي منبج والرقة ولكن لا يسمحون بنقل محصول الشعير.

ويضيف نبو أنه توجد كميات كبيرة مخزنة لدى المزارعين والتجار من محصول الشعير في كوباني، وأن سعر الطن الشعير في كوباني لا يتجاوز حالياً 190 دولار، بينما يتراوح سعر الطن بين 240 و245 دولار في منبج والرقة.

ويطالب نبو بدوره، الإدارة الذاتية، السماح لهم بنقل محصول الشعير بين مدن كوباني ومنبج والجزيرة والرقة كون كل هذه المدن تابعة لشمال وشرق سوريا.

فائدة للجميع

ويرى نبو أن السماح بنقل وتجارة الشعير بين هذه المدن والمقاطعات، ستعود بالفائدة على المزارعين، لأنهم يخزنون كميات كبيرة من الشعير تكفي حاجة المنطقة وتزيد وتتعرض للإتلاف مع طول فترة التخزين، كما سيعود القرار بالفائدة عليهم كمالكي سيارات شاحنة وعلى والعمال والتجار.

ويذكر نبو أن أسعار بقية المحاصيل الزراعية مثل “الكمون والعدس والكزبرة والجلبان” متشابهة في مدن شمال وشرق سوريا، ولكن سعر الشعير يختلف لأن بعض المدن تحتاج الشعير بكميات أكثر لاستخدامها كعلف للمواشي.

ويشير نبو إلى أن فرق طن الشعير بين كوباني ومدن منبج والرقة يصل إلى 40 دولاراً، وأن هذا الفرق الأولى به هو المزارع كي يتحسن وضعه المعيشي.

ومن جهته يستغرب حسين مسو (48 عاماً)، هو تاجر محاصيل زراعية في كوباني، قرار منع خروج محصول الشعير من المنطقة باتجاه مدن شمال وشرق سوريا، مقابل السماح بتجارة بقية المحاصيل الزراعية مثل الكمون والعدس والجلبان.

ويقول مسو، إن الإدارة كانت تسمح بنقل وتجارة الشعير بين مدن شمال وشرق سوريا، في العام الفائت بموجب طلب “ورقة” من الكومين ومن الهيئات والإدارات الزراعية المحلية في كوباني.

ويشير مسو إلى أن مدينة كوباني تعتبر منطقة حدودية مغلقة من جهتي الشمال والشرق، ومنفذها التجاري الوحيد هو باتجاه مدينتي منبج والرقة.

ويذكر مسو أن طن الشعير في العام الفائت كان سعره يتراوح بين 270 و280 دولار للطن الواحد، وأن التجار والمزارعين خزنوا كميات كبيرة من الشعير بسبب انخفاض السعر بداية الموسم الزراعي الحالي حيث كان سعر الطن بـ 170 و175 دولار للطن ومؤخراً وصل إلى 190 دولار للطن.

كميات كبيرة مخزنة

يطالب مسو الإدارة الذاتية، السماح لهم بتجارة الشعير بين مدن شمال وشرق سوريا، كي يستطيع المزارعين والتجار بيع الشعير المخزن لديهم، حيث أن المزارعين في كوباني خزنوا محصول الشعير من العام الفائت بسبب انخفاض السعر.

ويشير مسو إلى أن مدن مثل منبج باعتبارها مدينة كبيرة، فيها طلب متزايد على محصول الشعير كونها تحوي أعداداً أكبر من المواشي وكذلك الأمر بالنسبة للرقة.

ويقول مسو أن على الإدارة الذاتية السماح بنقل الشعير بين هذه المناطق، وذلك سيعود بالفائدة على التجار ومالكي السيارات الشاحنة والعتالين والمزارعين.

ويضيف مسو أنه لا توجد حركة شراء وبيع الشعير في كوباني حالياً، فخلال أسبوع واحد لا تتجاوز كمية البيع والشراء طناً واحداً، وأحيانا كل 15 يوم لا يبيع التجار طناً واحداً، بينما في منبج والرقة يبيع التاجر من 30 إلى 40 طناً من الشعير يومياً.

ويرى مسو أن كميات الشعير في كوباني تعتبر كبيرة، وأن المزارعين والتجار بانتظار تحسن سعر الشراء لبيعه، لافتاً إلى أن هناك تجار اشتروا كميات تتراوح بين 100 و200 طن من العام الفائت، وإذا باعوه وفق الأسعار الحالية فإنهم سيخسرون 100 دولار عن كل طن، وهم بانتظار تحسن السعر كي يعوضوا خسائرهم.

تحرير: محمد القاضي