دمشق ـ صفاء سليمان
يروي عدنان إسماعيل، وهو بائع “آيس كريم” أو ما يسميها السوريين البوظة في مدينة جبلة بريف اللاذقية منذ ثلاثة عقود، بنبرة مختلطة من الحزن والحنين كيف كانت البوظة جزءاً أساسياً من حياة السوريين وملاذاً للهرب من وطأة الصيف.
“في السابق، كان الإقبال على البوظة كبيراً، أما الآن فقد أصبح الإقبال أضعف بسبب الغلاء الفاحش”، يقول عدنان.
إقبال شبه معدوم
شهدت أسعار البوظة ارتفاعاً بنسبة 50% عن العام الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة أسعار المواد الأولية مثل السكر والحليب والمستكة والمكسرات، بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل وأجور العمال. وفقاً لعاملين في المجال.
ويشير إسماعيل في حديث لنورث برس، أن تكاليف التبريد من مازوت وأمبيرات وغلاء ألواح الطاقة الشمسية بسبب انقطاع الكهرباء المستمر قد ساهم في زيادة الأسعار، مما أدى إلى انخفاض نسبة الإقبال على شراء البوظة.
ويضيف البائع أن نسبة الإقبال على شراء البوظة شبه معدومة في اللاذقية وتقتصر على المناسبات والأعياد الرسمية، وذلك بسبب ضعف السياحة وصعوبة تنقل سكان الريف إلى المدينة بسبب قلة المواصلات.
آيس كريم للسياح
رغم انخفاض الإقبال من السكان، إلا أنه في العاصمة دمشق شهدت إقبالاً من السياح.
عبد الرحمن، أحد العاملين في أشهر محلات البوظة في دمشق وهو “بوظة بكداش”، يشير إلى أن المحل، يجذب السياح.
ويقول: “نحن نختص بصناعة البوظة العربية إلى جانب الإيطالية، من يزور دمشق يجب أن يأكل منتجاتنا”.
ويؤكد العامل تراجع الإقبال على البوظة مقارنة بالأعوام السابقة، وخاصة مع اشتداد درجات الحرارة التي وصلت في بعض المناطق إلى 48 درجة.
تاريخ عريق
ويمتد تاريخ محلات بكداش لأكثر من 100 عام، حيث تمكن محمد حمدي بكداش في عام 1895 من تحويل مهنة والده في بيع عصير الليمون إلى صناعة البوظة.
وفي السنوات الأخيرة، حاول بعض أصحاب المحلات تقديم ابتكارات جديدة لجذب الزبائن.
ففي العام 2020، انتشرت في دمشق القديمة محلات تبيع البوظة المُعدة على الصاج المبرد بطريقة مبتكرة وجديدة.
نبيل القضماني، العامل في أحد محلات البوظة على الصاج، أوضح أن مكوناتها هي نفسها مكونات البوظة العربية والإيطالية، ولكنها تتميز بإضافة نكهات طبيعية.