مصالحات عشائرية للحد من الخلافات الاجتماعية المتأزمة في كوباني
كوباني- فتاح عيسى/جهاد نبو-NPA
توجد أكثر من 30// قضية ثأر عشائرية عالقة حتى الآن بين عشائر كوباني/عين العرب شمال سوريا، التي يغلب عليها الطابع العشائري, بعضها تعود لنحو عشرين عاماً، وأغلبها خلافات تطورت إلى مقتل أشخاص، حيث تحاول لجنة الصلح في إقليم الفرات (تقسيم إداري للإدارة لذاتية يضم كوباني وعين عيسى وتل أبيض) التدخل عبر وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة لحل هذه المشاكل منذ عدة سنوات.
وعقدت لجنة الصلح الأحد الماضي, صلحاً بين عائلتين من مدينة كوباني وريفها، كان قد حدث شجار بين عدد من أفرادها في 15آب/أغسطس 2015 بريف مدينة عينتاب التركية أثناء نزوح أهالي كوباني إلى تركيا 2015.
الشجار الحاصل بين العائلتين “عائلة حمو حمادة وعائلة “عل ترتيب” تسبب بمقتل شخص وإصابة آخر بجروح أدت إلى إعاقته، وهما من عشيرة “البيش آلتيه” من قرية “يدي قوي” جنوب كوباني، فيما كان الشخص الذي تسبب بمقتل الآخر ،من عشيرة “زركي” في مدينة كوباني, لتتحول إلى قضية “ثأر”، لكن تدخل وجهاء وشيوخ العشائر ولجنة الصلح أدت إلى حل الخلاف سلمياً.
وأشار عضو لجنة الصلح في إقليم الفرات, بوزان مختار, لـ”نورث برس” إلى أن “اللجنة تدخلت لحل هذه المشكلة العشائرية العالقة منذ خمس سنوات”، لافتاً إلى أن العائلتين اللتين حصل بينهما الخلاف، وافقتا على حل المشكلة بينهما بدون أية شروط أو دفع دية من طرف لآخر، لافتاً إلى وجود مشاكل أخرى عالقة تشبه هذه القضية بين عشائر كوباني.

بوزان مختار– عضو لجنة الصلح في إقليم الفرات
بدوره أوضح المحامي ولات حمي أحد أفراد عائلة “عل ترتيب” من عشيرة “زركي” أن العائلتين حاولتا تغيير مفهوم “الثأر”، من خلال تصالحهما، وذلك بفضل جهود لجنة الصلح.

المحامي ولات حمي
وكانت لجنة الصلح في إقليم الفرات قد عقدت صلحاً في 15 نيسان/أبريل الماضي بين عشيرة الكيتكان الكردية وعشيرة النعيم العربية، التي تحولت هي الأخرى إلى قضية ثأر, إثر حادثة مقتل شاب من قرية الرقُبة في ريف تل أبيض/كري سبي من عشيرة النعيم العربية شباط/نوفمبر 2019 في قرية آشمة بريف كوباني الغربي.
بدوره أوضح نبو محمد علي, من أهالي قرية “يدي قوي” أن لجان الصلح ووجهاء وشيوخ العشائر حاولت التدخل لحل المشكلة بعد حدوثها مباشرة، لكن الظروف لم تكن مهيأة لعقد الصلح, مشيراً إلى أن كافة أعضاء لجان الصلح في إقليم الفرات عملوا على إيجاد حل للمشكلة بعد عودة والد الشاب المتوفي من تركيا قبل أقل من شهر.

نبو محمد علي, من أهالي قرية “يدي قوي”
وطالب محمد علي من كافة السوريين العمل على حل المشاكل العالقة بينهم التي اعتبرها “مشاكل صغيرة”، مقارنة مع ما يعانيه وطنهم سوريا من مشاكل كبيرة، أدت لتهجير الملايين من المدنيين من منازلهم ومقتل الآلاف واعتقال آلاف آخرين.
الجدير بالذكر أن لجنة الصلح عقدت في الـ22 من تموز/يوليو 2018 صلحاً بين عشيرة كردية من جهة، وثلاث عشائر عربية من جهة أخرى بعد خلاف دام نحو ثلاث سنوات، بسبب سوء تفاهم حدث في تركيا، وأدى لمقتل شخص من عشيرة “الشيخان” من كوباني على يد أفراد من عشائر “غراوي وبني عصيد وبني سعيد” من منبج، فيما تم العثور على جثتين لشخصين من عشريتي “غراوي” و”بني عصيد” قرب مكان وقوع الحادثة الأولى، حيث تم اتهام عشيرة “الشيخان” بالوقوف وراء الحادثة الثانية، على الرغم من نفي الأخيرة لذلك.