الحسكة.. شكاوى متكررة من رداءة الخبز و”وعود” بالتحسين

سامر ياسين – الحسكة

يشتري الستيني أحمد الصالح يومياً، إلى جانب مخصصاته من الخبز المدعوم من الأفران التموينية، 4 ربطات من الخبز السياحي وبسعر أكثر من 10 ربطات من الخبز التمويني، وذلك بسبب جودة الخبز المنخفضة واضطراره لرمي أكثر من نصف الكمية لرداءة جودتها.

وفي مدينة الحسكة وريفها، وصل عدد الأفران بنوعيها الحكومي والخاص، إلى ما يقارب 90 فرناً، والتي تنتج الخبز المدعوم بسعر 1500 ليرة سورية للربطة الواحدة، بسعة 9 أرغفة في الربطة، ويوزع الخبز عن طريق معتمدين في جميع أحياء وقرى المدينة.

وفي الآونة الأخيرة ازدادت الشكاوى على الخبز في المدينة وريفها، حيث انتشرت عدة صور على وسائل التواصل الاجتماعي من سكان في المدينة، توضح رداءة جودة الخبز.

محروق أو متسّخ

ويشتكي أحمد الصالح، وهو من سكان حي العزيزية في مدينة الحسكة، من رداءة جودة الخبز الذي يحصل عليه كل يومين مرة، ويقول بأن الخبز “إما يكون محروقاً أو غير ناضح بشكل تام، أو تلقى بداخلة أتربة وأحجار وشعر في بعض الأحيان”.

ويقول أيضاً في حديثه، لنورث برس: “مخصصاتي من الخبز ربطتين في كل يومين، علماً أن عدد أفراد عائلتي 16 شخص، وبسبب تدني جودته بشكل كبير هذه الفترة، فنصف الكمية من الخبز نرميها لأنها غير صالحة للأكل”.

ويضيف: “اضطر يومياً لشراء 4 ربطات من الخبز السياحي عوضاً عنهم بسعر 18 ألف ليرة سورية، أي بسعر 12 ربطة من الخبز المدعوم”.

ويبين لأنه “لو كان الخبز بحالة جيدة ويصلح للأكل دائماً، لكانت تكفيني وعائلتي 4 ربطات في اليوم من هذا النوع، ولكن كمية الخبز السياحي والمدعوم تختلف تماماً، فأنا بحاجة إلى 8 ربطات سياحية بشكل يومي لتكفي عائلتي، وهذا الشي يزيد مصروفي اليومي بشكل كبير”.

شكاوى يومية

بدوره يقول خليل الأحمد وهو معتمد لتوزيع الخبز في حي العزيزية بمدينة الحسكة، إن جودة الخبز المتدنية باتت تسبب إشكالات يومية بينه وبين سكان الحي، الذين يشتكون دائماً من رداءتها، وبأن الخبز إما يأتي متكسراً وغير صالح للأكل، أو يكون عجيناً غير ناضح أبداً، حسب تعبيره.

ويضيف الأحمد، لنورث برس، وهو يحمل خبزاً رديئاً استلمه صباح ذات اليوم، “سكان الحي يشتكون بشكل دائم علي لرداءة الخبز، بدوري أيضاً أقوم بتقديم شكاوى على الفرن وإيصالها للجهات المعنية ولكن حتى الآن دون أي جدوى”.

ويوضح بأنه يلجأ هو الآخر لشراء الخبز السياحي عوضاً عن المدعوم، أو خبزٍ أفضل جودة من بعض النقاط في المدينة بسعر يتجاوز 6 آلاف ليرة سورية للربطة الواحدة، على الرغم من عدم التكافؤ بين النوعين من الخبز من ناحية الكمية ومن ناحية السعر، حسب قوله.

يذكر أنه “لو كان الخبز المدعوم بحالة أفضل من هذه لما اضطرينا لدفع هذه التكاليف والمصاريف بشكل دائم، فعندها سنكون بغنى عن الخبز السياحي، أو الخبز الأفضل جودة، مما يؤثر كثيراً على مصروفنا اليومي”.

أخطاء و”ضعاف النفوس”

من جهته يشدد عمر هنيدي، المسؤول عن قسم متابعة الأفران في مكتب الأفران في شمال وشرق سوريا، بوجود شكاوى من السكان على جودة الخبز وترديها في الفترة الأخيرة، مرجعاً هذا إلى أسباب عديدة، تتعلق بتلاعب بعض الأفران والمطاحن بالكميات والوزن وأمور أخرى لها صلة برداءة الخبز.

ويقول هنيدي، لنورث برس، كان هناك أخطاء كثيرة في الآونة الأخيرة أدت إلى تراجع مستوى جودة الخبز، ومنها تصرفات مَن وصفهم “بـضعاف النفوس” من أصحاب الأفران والمطاحن.

ويبين أنه إضافة إلى ذلك هناك “الوضع الأمني الراهن في شمال وشرق سوريا الذي تسبب بإغلاق الحدود، ومنعنا من استيراد آلات جديدة للأفران، لأن الموجودة باتت قديمة ولا تواكب المواصفات الحديثة المطلوبة”.

ويضيف: “التنسيق بيننا وبين مكتب حماية المستهلك كان على مستوى عال جداً في السابق، وخاصة في موضوع ضبط جودة الخبز والكميات والوزن وما إلى ذلك، ولكن نقل مكتب حماية المستهلك من هيئة الاقتصاد إلى هيئة الإدارة المحلية حسب الترتيبات الإدارية الجديدة للإدارة الذاتية، أثر سلباً على موضوع جودة الخبز، فبات التنسيق أصعب بين مكتب الأفران ومكتب حماية المستهلك”.

ويذكر المسؤول في مكتب الأفران بأنهم بطور تشكيل “ضابطة” جديدة، بعد اجتماعات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية بإنتاج الخبز، وبالتنسيق مع شركة تطوير المجتمع الزراعي والإدارة العامة للمطاحن، حيث سيكون عمل الضابطة متابعة عملية انتاج الخبز بدءاً من الصوامع وصولاً إلى الرغيف الذي يصل للسكان، مروراً بالمطاحن والأفران، حسب هنيدي.

ويشير الهنيدي إلى أنه في الفترة القادمة سيكون هناك عقوبات رادعة من قبل الضابطة الجديدة في حال رصد أي مخالفة، وسيكون التنسيق أعلى مع مكتب حماية المستهلك (التموين)، بغية تحسين جودة الخبز وإيصاله للسكان بالشكل المطلوب، حسب تعبيره.

تحرير: محمد القاضي