ولدت كفيفة وأبدعت في الكتابة.. شابة في دمشق تواجه الحياة بقلم

حنين رمضان – دمشق

رند عامر السامرئي، شابة سورية في الرابعة والعشرين من عمرها، واجهت تحدياً منذ ولادتها حيث ولدت فاقدة للبصر بسبب إصابتها بسرطان في الشبكية. إلا أنها لم تسمح لظروفها الصحية بإيقاف مسيرتها نحو تحقيق أحلامها وطموحاتها، بل استخدمت هذه التحديات كحافز يدفعها الإمام.

منذ نعومة أظافرها، أظهرت رند إرادة قوية ورغبة لا تقهر في التغلب على الصعوبات لم يكن فقدان البصر عائقًا أمامها، بل على العكس، كان دافعا لها لتطوير مهاراتها وقدراتها. استطاعت رند، بمساعدة أسرتها ودعمهم المستمر، أن تتعلم وتطور نفسها بطرق متعددة. لم تكتفِ بتعلم القراءة والكتابة بطريقة برايل، بل سعت أيضا لاكتساب مهارات جديدة وتعلم لغات أخرى

رحلة التفوق الأكاديمي

تفوقت رند في دراستها الأكاديمية بجامعة دمشق، حيث درست الأدب العربي وتخرجت بتفوق. كانت محبوبة من قبل وزملائها، الذين أعجبوا بتفانيها وإصرارها على النجاح.

تقول الشابة إنها تعرضت خلال سنوات دراستها، للتنمر من قبل دكتور جامعي، مما أثر على نفسيتها. لكن بدعم من صديقتها المقربة، استطاعت التغلب على هذه المحنة والاستمرار في مسيرتها.

وتشير إلى أنها لم تكتفِ بذلك، بل واصلت تعلم اللغات الأخرى، ومتمكنة حالياً من الفرنسية والإنجليزية، مما أتاح لها فرصا أوسع في مجالات الثقافة والأدب.

واختارت “رند” دراسة رياض الأطفال، بعد أن تخرج من كلية الآداب، لتغرس في قلوب الأطفال قيم المحبة والتعاون. ترى في هذا العمل مصدر سعادة ورضا، حيث تستطيع من خلاله أن تساهم في تنشئة جيل جديد مؤمن بالخير والعطاء.

الكتابة.. نافذة إلى الخيال

الشغف بالكتابة كان دائما جزءا لا يتجزأ من حياة “رند” . عبر قلمها، كانت تعبر عن أفكارها ومشاعرها، وتنقل تجاربها بصدق وإبداع. كتاباتها ليست مجرد كلمات، بل هي انعكاس لروحها القوية وإرادتها التي لا تُقهر. كتبت روايات مثل “آلام وآمال”، “رواية كلمة كالسيف آثراً”، و”سلام وسليم في الشهر الكريم”، والتي لاقت استحسان القراء، حسبما تقول لنورث برس.

وعاشت تجربة مريرة، حيث تعرضت لسرقة أدبية أثناء تعاونها في مشروع مشترك وتقول: “لقد سبب ذلك إحباطاً شديداً، لكني في نفس اليوم قررت بألا تنال هذه التجربة من عزيمتي وبدأت العمل على كتب رمضانية للأطفال وقد نال إعجاب القراء”.

لم تنسى رند السامرئي، في ختام حديثها لنورث برس، أن تتشكر عائلتها واصدقائها اللذين وثقوا بها وساندوها، وهي اليوم مثال تلهم من حولها بأنه بالإصرار والعزيمة يمكن تجاوز العقبات.

تحرير: تيسير محمد