مخيم واشوكاني بريف الحسكة.. خيم مهترئة خمس سنوات ولم تبدل

سامر ياسين – ريف الحسكة

يتفاجأ محمود العزو من السبب الذي أخبرته به طبيبة زوجته، أن الحرارة المرتفعة والطقس غير المستقر داخل الخيام في المخيم الذي يقطنه، كان السبب الأساسي لولادة زوجته قبل ميعادها بشهرين، حيث ولدت الأسبوع الفائت بمولودهما الثالث في مستوصف المخيم.

محمود العزو (37 عاماً)، نزح من قريته بريف سري كانيه/رأس العين إبان الاجتياح التركي لتلك المنطقة أواخر عام 2019، مع عائلته ولجأ لمخيم واشوكاني بريف الحسكة.

وأسست الإدارة الذاتية هذا المخيم في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، لاحتواء النازحين الفارين من مناطق سري كانيه وريفها عقب اجتياح تركيا للمدينة وريفها آنذاك، وبات عدد سكان المخيم حتى اليوم يقارب 17 ألف شخص، موزعين على حوالي 2400 عائلة.

وبدعم دولي خجول، وزّعت الإدارة الذاتية الخيام على جميع العائلات النازحة من مدينة سري كانيه وقراها، ومنذ ذاك الحين حتى الآن، لم تبدّل هذه الخيام رغم اهترائها ومرور أكثر من خمسة أعوام على نصبها، باستثناء قسم ضئيل منها.

“لولا الترقيع لكان وضعنا مأساوي”

ويشتكي محمود العزو من إهمال المنظمات الدولية لمخيم واشوكاني من ناحية تبديل هذه الخيام، حيث يقول إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مضطلعة على أوضاع الخيام بشكل مباشر، وعلى الأخص القطّاع الذي يقطن به محمود مع عائلته، والذي يدعى (C6).

ويشير العزو، إلى أنه في أول عامين من النزوح قامت المفوضية بتبديل خيام القطّاع الذي يسكن به لمرتين فقط، ولكن منذ أكثر من عامين حتى الآن، لم تبدّل أي خيمة في القطّاع ولا المخيم بأكمله، حسب قوله.

ويضيف في حديثه لنورث برس: “خيمنا جميعها مهترئة، ولولا ترقيعنا لها بالبطانيات والأقمشة لكان الوضع مأساوي جداً، ففي الصيف نعاني بشكل كبير من الحرارة العالية داخل الخيم، وفي الشتاء الأمطار والفيضانات تتدفق إلى داخل الخيمة بشكل دائم”

ويبين: “دفعنا ضريبة تأثير الحرارة العالية قبل أسبوع من الآن، حيث أسعفت زوجتي إلى المستوصف لأتفاجأ بولادتها قبل ميعادها بشهرين، والسبب كان الحرارة التي تدخل إلى خيمتنا مما يؤثر بشكل كبير على وضعنا الصحي حسب تشخيص الأطباء”.

مطالبات دون استجابة

وفي القطاع الذي يحاذي القطّاع المذكور، يشتكي حسن الكنيهر (42 عاماً) من ذات المعضلة، ويشرح المعاناة المستمرة في كل عام بين فصلي الصيف والشتاء، بسبب الاهتراء شبه الكامل للخيم التي يقطنوها النازحين في المخيم.

الكنيهر من سكان قرية بريف بلدة تل تمر، كان قد لجأ مع عائلته إلى المخيم بداية عام 2022، هو أيضاً تحدث لنورث برس عن “الوضع المأساوي مع بقائهم تحت ظل هذه الخيم المهترئة”، حسب تعبيره.

ويقول لنورث برس: “في الشتاء، المياه تدخل من فوقنا ومن جميع الجوانب إلى خيمتي، ولا تستطيع الجلوس بها أبداً، عداك عن خطر هبوب أي رياح ممكن أن تتسبب بانهيار الخيمة فوق رؤوسنا، ففي هذه الحالة حتى الطبخ أو إشعال أي موقد ناري يكون خطراً كبيراً على حياتنا، فمن الممكن ان تشتعل النيران بكامل الخيمة”.

ويذكر الكنيهر أن أكثر من حادثة حريق حصلت في المخيم لنفس السبب الشتاء الماضي، مما تسبب باشتعال النيران في قسم من المخيم، مما يزيد الخوف لديه على نفسه وعائلته، حسب قوله.

ويشتكى من إهمال المنظمات لهذا الأمر، حيث طالب وما زال سكان المخيم يطالبون المنظمات العاملة فيه بضرورة تبديل هذه الخيم، التي اهترأت من أكثر من عامين، ولكن لا آذان صاغية ولم يتم تقديم أي دعم من هذا القبيل، ودائماً الحجة تكون بأن موضوع تبديل الخيام ما زال “قيد الدراسة”.

معايير لا تطبّق

من جهتها تقول ملك صالح، الرئيسة المشاركة للمخيم، بأن الرد الدائم الذي نسمعه من المنظمات المعنية بأمر تبديل الخيام هو “نقص التمويل”، رغم اهتراء أغلب الخيام، وبقائها كما هي منذ خمس سنوات.

وتضيف في تصريح لنورث برس: “عدد الخيم في مخيم واشوكاني حوالي 2300 خيمة، منذ افتتاح المخيم حتى الآن لم يتم تغيير أي خيمة منهم، سوى بعض عمليات الصيانة التي أجريت عليهم، رغم وجود معايير دولية للمخيمات تنص على تغيير الخيم بعد مرور عام و8 أشهر على نصبها، ولكن رغم دخولنا العام الخامس، لم يتم تغيير الخيم بتاتاً”.

وتبين المسؤولة في المخيم أن “التغيير شمل بعض الخيام في قطّاع واحد من المخيم (C6)، والتي يبلغ عددها 160 خيمة فقط، حيث تختلف عن باقي المخيم من ناحية الجودة، وكانت مفوضية اللاجئين قد وزعتهم على السكان عام 2021 في آخر توسّع طرأ على المخيم آنذاك”.

وتشير إلى استقبالهم للشكاوى مستمرة من هذه الناحية، مضيفة: “يعاني السكان من اهتراء الخيم بشكل كبير، في فصلي الصيف والشتاء، ونحن بدورنا طالبنا المفوضية والمنظمات تغييرها، ولكن الجواب دائماً يكون أن “التمويل ضعيف”، وحتى الآن لم يتم تغيير أي خيمة”.

تذكر أن من بين 2300 خيمة في المخيم، قامت المفوضية بتغيير 160 خيمة فقط لمرتين، وهي الخيم التي منحتها للاجئين في آخر توسع، ولكن حتى هذه الخيم جودتها رديئة جداً، وتهترأ بشكل أسرع من غيرها، وعلى الرغم من ذلك فقد مر أكثر من 6 أشهر على موعد تغييرها، ولكن حتى الآن لا استجابة لهذا الموضوع، حسب تعبيرها.

تحرير: محمد القاضي