تفاصيل الهجوم الذي شنه مسلحو دمشق وطهران ضد “قسد” في دير الزور

نورث برس – زانا العلي

تسلل فجر الأربعاء، عشرات المسلحين التابعين لحكومة دمشق وآخرين موالين لطهران، إلى قرى وبلدات في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ويفصل نهر الفرات مناطق السيطرة بين “قسد” والتحالف الدولي من جهة، وقوات الحكومة السورية وفصائل موالية لإيران من جهة أخرة.

ومنذ ما يقارب السنة تستمر عمليات التسلل لمناطق سيطرة “قسد” من قبل فصائل موالية لطهران ودمشق بقيادة إبراهيم الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات والذي أعلن عدائه لـ “قسد” بعد فراره إلى مناطق سيطرة دمشق وإيران في أيلول/ سبتمبر العام الفائت.

تواصلت نورث برس مع مصادر ميدانية في بلدات ذيبان وأبو حمام وغرانيج والكشكية (المناطق التي تسلل إليها المسلحون الليلة الفائتة)، حيث اشترط جميعهم عدم ذكر أسمائهم الحقيقة خوفاً من استهدافهم.

“منازل محددة مسبقاً”

وقال شاهد عيان من بلدة غرانيج شرقي دير الزور، إنه في تمام الساعة الثالثة والنصف فجراً بدأ صوت إطلاق الرصاص والقذائف بشكل فجائي استيقظ على إثره سكان البلدة.

وأضاف أن عدد المسحلين تجاوز الـ 80 عنصراً، وفور دخولهم إلى البلدة دخلوا “منازل معروفة مسبقاً”، وبدأوا باستهداف نقاط لـ “قسد”.

وأشار إلى أن القيادي الذي كان يقودهم في بلدة غرانيج يدعى “أحمد المسعود” من البلدة نفسها مقرب من إبراهيم الهفل ومدعوم من الدفاع الوطني والإيرانيين.

وبحسب أقوال الشاهد فإن المسلحين كانوا مدعومين بأسلحة ثقيلة وقاذفات: حيث أكد أن “الأسلحة كانت جديدة ورآها في صور ومقاطع الفيديو التي نشروها فور دخولهم البلدة”.

وأضاف أنهم انسحبوا من بلدة غرانيج بعد اشتباكات دارت مع عناصر “قسد” حتى الساعة السابعة صباحاً، ولكن اعتقد أنه لا يزال هناك “بعض المسلحين مختبئين في منازل المدنيين”.

ووقعت إحدى القذائف بالقرب من دوار قريب من مدرسة بلدة البحرة شرقي دير الزور، أصيبت على إثرها طفلة وشخص آخر في حين فقد شخص آخر وهو صاحب مطعم في البلدة حياته.

من يقود عمليات التسلل؟

بحسب المصادر أن عملية التسلل تدار في غرفة عمليات مشتركة بين الدفاع الوطني ومستشارين إيرانيين في دير الزور، على تواصل مع إبراهيم الهفل.

وأيضاً ظهر في أحد المشاهد “هاشم مسعود السطام” وهو قائد فصيل “أسود العكيدات” الموالي لإيران، يقود الهجوم على بلدة ذيبان شرقي دير الزور.

إلى جانب “السطام” لكل منطقة قائد مجموعة ممن تسللوا إلى مناطق سيطرة “قسد”، وهم “خليل ياسين العلي العمر” الملقب بـ “الأشرم”، و”أبو اليمان” ينحدر من بلدة ذيبان، في منطقة أبو حمام.  

وأيضاً عُرف من القيادات المحلية كل من “أحمد المسعود”، “أسمر العميري”، “حسين الصالح”، “عبد الرحمن المحمد” القيادي في فصيل “أسود الشرقية”.

وما أن دخل المسلحون إلى تلك المناطق بدأوا بنشر صور وفيديوهات وقالوا إنهم سيطروا عليها بالكامل.

وفي صورة واضحة يظهر أربعة مسلحين يحمل أحدهم راية عليها عبارة “قوات القبائل والعشائر” واثنان منهم يرتدون زياً يشبه زي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

تسريب صوتي لأحد المتسللين

وفي تسريب صوتي لأحد المتسللين إلى شرق الفرات، أفاد أن مجموعة “خليف الهليل” التي تتبع للمخابرات الجوية والدفاع الوطني، محاصرة في محطة العمر في مدينة ذيبان حتى قبل عدة ساعات.

وأضاف أن 13 عنصراً منهم قتلوا في الاشتباكات واعتُقل سبعة آخرون.

واتهمت “قسد” مخابرات دمشق بالوقوف خلف الهجمات التي طالت مناطق سيطرتها شرقي سوريا، وقالت إنها بأمر وتعليمات رئيس المخابرات العامة حسام لوقا.

“منطقة مشتعلة”

وقال ناشط مدني من بلدة أبو حمام إنه منذ أحداث آب/ أغسطس العام الفائت، بدأ “النظام السوري” وفصائل موالية لإيران بالعمل على إبقاء المنطقة “مشتعلة” ومضطربة أمنياً.

وأضاف أن سكان البلدة منذ ساعات الصباح يعانون من انقطاع مياه الشرب بسبب استهداف محطة الهواشه المحطة الأولى في أبو حمام والتي تعرضت للقصف قبل بدأ التسلل.

وتعتبر محطة الهواشه أقرب نقطة لنهر الفرات وكانت النقطة الأولى لعمليات التسلل إلى شرق الفرات عبر قوارب صغيرة.

تحرير: عكيد مشمش