كيف ساهمت التحويلات المالية بارتفاع أسعار العقارات في كوباني؟

فتاح عيسى – كوباني

يواجه سكان من كوباني، شمالي سوريا، ولا سيما الشباب، صعوبات في تأمين مسكن بسبب ارتفاع أسعار الشقق السكنية الناتج عن الحوالات المالية القادمة من أوروبا.

ويؤثر هذا الارتفاع بشكل سلبي على قدرتهم على شراء العقارات في ظل الأجور المتدنية في المنطقة.

يقول محمد محمد (41 عاماً) إن الفرق الشاسع بين الرواتب المحلية وأجور اللاجئين في أوروبا أدى إلى زيادة الطلب على العقارات في كوباني، مما رفع أسعارها بشكل كبير.

ويوضح أن دخل الفرد   لا يتجاوز 200 دولار أميركي شهرياً، بينما لا يتعدَ أجور العاملين لدى الإدارة الذاتية 100 دولار، ويحتاج إلى أكثر من 15 عاماً لتوفير مبلغ يكفي لشراء شقة تقدر قيمتها بـ 15 ألف دولار، بينما يستطيع اللاجئون في أوروبا تحقيق ذلك خلال سنة فقط.

أجور متدنية

ويتراوح سعر الشقة السكنية في الحد الأدنى ما بين 10 إلى 15 ألف دولار، بينما يرتفع السعر تباعاً وفقاً للمواصفات والمساحة ومنطقة البناء.

هفال خانو (32 عاما)، صاحب سوبر ماركت، يؤكد أن دخله المشترك مع زوجته لا يتجاوز 400 دولار شهرياً، “مما يجعل شراء شقة أمراً شبه مستحيل”.

ويقول خانو: “أصرف نحو 300 دولار شهرياً، بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، وأدخر في الشهر 100 دولار، وهذه نعمة مقارنة بغيري”.

ويرى الشاب أن الحوالات المالية القادمة من اللاجئين وخاصة المتواجدين في أوروبا ترفع الأسعار؛ “لأنها تساهم في ارتفاع أسعار العقارات بسبب الطلب المتزايد”.

تأثير الحوالات المالية

بوزان نبي، الذي هاجر إلى النرويج، يوضح أنه يشتري العقارات في كوباني على أمل العودة والاستثمار في المستقبل.

ورغم الصعوبات التي تواجه تحويل الأموال، يرى أن هذه الحوالات تساهم في تحقيق الاستقرار وتوفير فرص العمل في المنطقة.

ومن جانبه يؤكد خليل تمر، تاجر عقارات، أن الطلب المتزايد على الشقق السكنية أدى إلى ارتفاع أسعارها مؤخراً، حيث ارتفع سعر الشقة من 12 ألف دولار إلى 17 ألف دولار في غضون شهر واحد.

ورغم ارتفاع الإيجارات إلى 600 دولار سنوياً، لا تزال الشقق المخصصة للإيجار غير متوفرة بشكل كافٍ. وفقاً لتمر.

في الختام، يبدو أن الحوالات المالية من المغتربين لها تأثيرٌ مزدوج على سكان كوباني، إذ تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي لكنها تجعل امتلاك العقارات حلماً بعيد المنال للمقيمين فيها.

تحرير: تيسير محمد