فرت من حمص واستقرت في القامشلي.. قصة امرأة تكافح ظروف الحياة

نالين علي – القامشلي

على بعد أمتار من طريق الدولي “m4” وعند نقطة التقاء طريق “عمبارة” الواصل إلى مدينة القامشلي, تقف خيرية محمود أمام بسطتها الصغيرة، في مكان أشبه ما يكون بكوخٍ أو خيمة سقفه من القش والقصب، تبيع المشروبات الساخنة والباردة وغيرها.

خيرية محمود (44 عاماً) من مواليد مدينة حمص وسط سوريا, نزحت مع عائلتها عام 2016 إلى ريف القامشلي, بعد بدء اشتداد الأحداث بمدينتها وتعرضها للدمار والخراب.

نزوح

أثناء وقوفها أمام بسطتها في ساعات الظهيرة شديدة الحرارة، تقول محمود إنه في بداية نزوحنا من حمص، عملت أنا وزوجي في الأراضي الزراعية وأي شيء نستطيع من خلاله تأمين لقمة عيش أطفالنا التسعة، مبينة أن “الخروج من منزلك والنزوح إلى مدينة أخرى, ليس أمراً سهلاً”.

ومنذ عامين تقريباً، بدأت خيرية بافتتاح بسطة صغيرة عند التقاء طريق عمبارة بالطريق الدولي “m4″تبيع فيه القهوة والشاي ومشروبات باردة وغيرها.

بلهجتها المحلية تقول: “الشغل مو عيب، العيب تمد إيدك للناس”, مشيرة إلى أنه “بالرغم إلى أن عملي يتطلب الكثير من التعب والوقوف لساعات طويلة تحت حرارة الصيف وبرد الشتاء، إلا أنني مستمتعة بما أقوم به من أجل عائلتي”.

خلال الصيف تتناوب محمود مع زوجها في العمل على البسطة، فتعمل محمود أثناء ساعات النهار ويأتي زوجها ليلاً ليبقى حتى الصباح، وفي أيام الشتاء تبقى هي حتى نهاية النهار ومن ثم تقوم بحمل بضاعتها وتتوجه للمنزل.

وتقول: “يلي ما بيرضى بالقليل لا يرضى بالكثير والحمد لله أرباح البسطة تأمن لقمة عيش لعائلتي وهذا كافي بالنسبة لي”.

رأس المال عنزة

تقول خيرية: “لم أكن أملك ثمن لشراء عدة أو أي شيء لأتمكن من فتح بسطة، كل ما كنت أملكه كانت فقط عنزة، قمت بإعطائها لرجل مقابل الحصول على دراجة نارية ذات ثلاث عجلات، لأتمكن من وضع بضاعتي عليها ليسهل عملية التنقل وبيعها”.

وتشير: “في الوقت الحالي أقوم بشراء قوالب الثلج يوميا بسعر 48 ألف وهذا يضاعف أعبائي الاقتصادية، لكنني مجبرة على شرائها، الزبائن يطلبون الماء والمشروبات الباردة في هذا الجو الحار”.

وتتمنى أن تستطيع في يوم من الايام شراء براد وتركيب لوح للطاقة الشمسية لكي تستطيع بيع المشروبات الباردة في هذا الصيف الحار وسط ارتفاع درجات الحرارة، دون أن تتكلف يومياً بشراء قوالب الثلج.

وعلى الرغم من وجود العديد من البسطات والاستراحات على هذا الطريق، تقول: “كل منا رزقه على الله، ومحبة الناس مكسب أيضاً”.

وتفضل خيرية محمود البقاء في القامشلي من العودة إلى حمص، مشيرةً إلى أنها  لا تستطيع العودة إلى حمص واسترجاع كل هذه المعاناة التي مررت بها والبدء من الصفر من جديد.

تحرير: محمد القاضي