حرائق “مفتعلة” مستمرة منذ شهرين في عفرين.. من المستفيد؟

غرفة الأخبار – نورث برس

تندلع منذ أسبوعين حرائق في غابات حراجية وأشجار للزيتون في منطقة عفرين بريف حلب، وسط اتهامات للفصائل المسلحة الموالية لتركيا بـ “افتعال” الحرائق واستثمار أعمال الحطب والفحم، دون رصد جهود تذكر لإخماد الحرائق، أو ردع الفصائل خلال السنوات الفائتة في عمليات قطع وتحطيب الأشجار.

ويتهم مختصون متابعون فصائل المعارضة المسلحة بالعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على القضاء على الغطاء النباتي الذي تشتهر به عفرين.

في حزيران/ يونيو الفائت، تعرضت عدة نقاط في جبل هاوار للحرق المتعمد على أيدي تجار حطب وفحم بالتشارك مع الفصائل المسلحة، والتهمت النيران أكثر من 100هكتار من مساحة جبل هاوار قرب قريتي الجبلية وديكا التابعتين لناحية راجو.

ولم تقتصر الأضرار على المساحات الحراجية بل احترقت أكثر من ٢٥٠ شجرة زيتون و١١٠٠ شجرة مثمرة عائدة لأهالي قرية ديكا والجبلية.

فصائل ومستوطنون

واحترقت جهات أخرى من جبل هاوار شملت الجهة الجنوبية المحاذية لقرية آفرازه وشوربة التابعتين لناحية معبطلي، حيث يقوم وافدون في مخيم آفرازه بقطع شجيرات السنديان وحرق ما تبقى من أجل انتزاع جذورها من تحت الأرض وتجميعها ونقلها عبر الحواجز التابعة للفصائل مقابل دفع حصة مالية لهم.

واحترقت أجزاء من تلال درويشية وعطمانة قرب ناحية راجو على مرأى الفصائل والمجلس المحلي الذي يدير المنطقة بدعم تركي.

ومنذ عشرة اندلع حريق “ضخم” قرب قرية علي بيسكي من قبل عناصر فصيل “فيلق الشام”، وقالت مصادر نورث برس إنهم أنشأوا حرّاق للفحم قرب مكان الحريق الذي ابتلع عدداً من أشجار السنديان وعشرات أشجار الزيتون.

وأحرق عناصر نفس الفصيل قبل أسبوع، حرش قرية كوسا التابعة لناحية راجو، وامتدت النيران وشملت مساحات واسعة من تلال قرى شنكيلة، علي كارو وبيكيه التابعة لناحية بلبل.

وقال سكان في المنطقة إن عائلات وافدة جلبتها تركيا بعد السيطرة على منطقة عفرين في 2018، أشعلت النيران بعد عمليات قطع للأشجار الحراجية في ناحية راجو.

وأضافوا بأنه “تُفتعل الحرائق في وقت واحد وبعدة نقاط” وعقبها تُجمع الأشجار وتُباع حطباً بالشراكة مع فصيل “السمرقند” المسيطر على عدة نقاط في الناحية المذكورة أعلاه.

وأظهرت مشاهد فيديو حصلت عليها نورث برس مجموعة عمال يجمعون الأغصان والحطب بعد اندلاع النيران.

محاولات إخماد!

حاول سكان في حوادث الحريق المذكورة إخماد النيران لكن هبوب الرياح وطبيعة المنطقة الجبلية أعاقا جهودهم في السيطرة عليها، وذكر بعضهم أن السكان الكرد المتبقين “يتخوفون من التدخل أو حتى التحدث في الموضوع خشية من بطش الفصائل المسحلة”.

وقال أحد العاملين مع المجلس المحلي في عفرين، إن الدفاع المدني أرسل “لمرتين أو ثلاث مرات سيارة إطفاء وحيدة وبعد انتهاء المياه غادرت دون عودة” مع استمرار النيران بابتلاع الأشجار.

وأضاف أن الدفاع المدني “يتحجج” بوعورة وبُعد الأماكن.

إعداد: سوار حمو – تحرير: عكيد مشمش