“السينما تأتي إليك”.. مشروع شبابي لإضاءة السينما في قرى كوباني
فتاح عيسى- كوباني
تجوب مجموعة من الشباب والشابات قرى كوباني، شمالي سوريا، لعرض الأفلام السينمائية على سكان القرى ضمن مشروع شبابي يعرف باسم “السينما المتنقلة”.
ويتضمن المشروع عرض أربعة أفلام قصيرة في القرى، من بينها أفلام للأطفال، وفيلم صامت لشارلي شابلن، وأفلام صامتة أخرى من السينما الكردية في إيران.
من هولندا إلى قريته
ويقود هذا المشروع إسماعيل مامو، الذي عاد من هولندا إلى مسقط رأسه، حاملاً حلمه بنشر السينما في المناطق الريفية.
يقول لنورث برس: “هدفنا هو تقديم تجربة مشاهدة السينما على شاشة كبيرة لأطفال وسكان القرى في ريف كوباني”.
ويدرس مامو، البالغ من العمر 28 عاما، بقسم التمثيل والمسرح في هولندا. عاد إلى كوباني قبل شهرين ليبدأ بتنفيذ مشروع “السينما المتنقلة”، ويعمل في الوقت نفسه على إعداد فيلم وثائقي يوثق تفاصيل هذا المشروع.
ويسترسل: “نشأت في كوباني وحرمت من مشاهدة السينما على شاشة كبيرة حتى بلغت 21 عاما في هولندا، وهذا ما دفعني للاهتمام بالسينما ودراستها”.
“السينما تأتي إليك”
زيلان حمو، كاتبة ومخرجة أفلام قصيرة، تعمل مع فريق “السينما المتنقلة”. تقول: “بسبب عدم وجود دور سينما في كوباني، أردنا تقديم العروض السينمائية للأطفال والكبار في القرى. نسافر مع المعدات التقنية وندعو السكان لحضور الأفلام”.
يهدف مشروع “السينما المتنقلة” إلى تحقيق فكرة أن السينما تأتي إلى السكان في قراهم بدلاً من أن يذهبوا إليها. وفقاً لحمو.
وتعبر حمو عن فرحتها برؤية تجاوب الأطفال والنساء المسنات مع الأفلام، وتقول: “إنها تجربة جديدة وجميلة بالنسبة لهم”.
ويعمل الفريق الآن على إعداد فيلم وثائقي عن مشروعهم، ويخططون لعرضه في المهرجانات الأوروبية. كما يستعدون لتحضير مسرحية في كوباني بعد انتهاء المشروع، بهدف استمرار نشر ثقافة السينما والمسرح في المنطقة.
وزار حتى الآن “السينما المتنقلة” خمس قرى، ويأملون زيارة أكثر من خمسين قرية خلال الفترة المتبقية حتى نهاية شهر تشرين الثاني. ويعرض الفريق الأفلام مرة كل يومين، ويخصص الأيام الأخرى لمراجعة المشاهد التي يصورونها للفيلم الوثائقي.
رغم صعوبة التنقل اليومي بين القرى، إلا أن المشروع يحقق تجاوباً كبيراً من الأطفال والكبار. وفي عرضهم الأخير في قرية “خانيك”، حضر حوالي 250 شخصاً لمشاهدة الأفلام.